كانت بعض الفرق الموسيقية بمثابة الحاضنة للعديد من الأصوات بل ساهمت في رعايتها وما زلنا نذكر فرقة مدينة تونس للموسيقى العربية سواء مع القرفي أو مع محمد عبيد وما زلنا نذكر الفرقة القومية للموسيقى التي خرّجت العديد من الأصوات ورعتها. وكل الأصوات تقريبا بدءا بأمينة فاخت وذكرى محمد وسليم دمق وشكري بوزيان وصلاح مصباح وصوفية صادق وثامر عبد الجواد وعليا بلعيد وغيرهم مروا من فرقة مدينة تونس للموسيقى أو الفرقة الوطنية للموسيقى وكان التنافس على أشده بينهما. وكانت هناك حفلات شهرية كأنها مباريات خلفت لنا أصواتا جيدة. واليوم اختفت هذه الفرق وحتى الفرقة الوطنية للموسيقى لم تعد تقوم بهذا الدور رغم الدعم اللامحدود لها من قبل وزارة الثقافة. فهذه الفرقة صارت تتعامل مع «الاصوات الجاهزة» دون أن تحتضنها أو تثري رصيدها أو تطور تجربتها... ودعنا نتساءل ماذا اضافت هذه الفرقة لألفة بن رمضان أو حسن الدهماني أو شكري عمر الحناشي؟ هؤلاء أصوات لهم رصيدهم فلماذا لا تعمل هذه الفرقة على دعم هذا الرصيد والتأكيد عليه لنشره وترويجه؟ وهل مهمة هؤلاء هو تنفيذ أعمال الموتى وأداء أغاني الغير؟ وهل صارت هذه الفرقة تنفذ أعمالا لحساب الغير. اين برامجها اذن؟ وكيف يمكن أن تتعهد أصواتها بالرعاية؟ وأين انتاجها؛ واذا كان انتاجها متوفرا فلماذا لا يبث ولا يروّج؟ ولماذا بقي المطربون المنتسبون اليها بعيدين عن النجومية من يحفظ أغنية لألفة بن رمضان مثلا وهي التي تغني منذ أكثر من 10 سنوات؟ ألم يحن الوقت كي تخرج للوجود بأعمال يحفظها الجمهور وما دور الفرقة الوطنية للموسيقى اذن اذا لم يكن العمل على الاحاطة بالمطربين المنتسبين اليها؟ متى تعود الفرقة الوطنية لتنفيذ أعمال أبنائها والعودة الى الحفلات الشهرية لابراز الأصوات التونسية؟ هذا التركيز على الفرقة الوطنية للموسيقى له مبرره وكم كنا نود لو وجدنا بعض الفرق الأخرى حتى نسلط الضوء على أعمالها وتبقى الفرقة الوطنية للموسيقى هي الأمل بالنسبة للمنتسبين اليها اليوم وربما لأصوات أخرى قد تلتحق بها!