كشفت مصادر اعلامية في غزة أن العديد من الدول العربية قدمت أطنانا من الأدوية الفاسدة ذات الصلاحية المنتهية منذ سنوات عديدة في اطار المساعدات وقوافل الإغاثة رحمة وشفقة بسكان القطاع. هذا الخبر تناقلته وكالات الأنباء وانقضّت عليه الصحافة بكل وسائلها، فاهتزت له آلاف الملايين من النفوس عجبا وحيرة وتعطلت له آلاف الملايين من العقول عن الحركة صدمة واندهاشا، وارتجت له ملايين القلوب حسرة وندما وأسفا على العروبة المقلوبة. أما العجب العجاب فإنه لا أحد من العقلاء أو حتى المتخلفين ذهنيا رأى أنه لا غرابة في الأمر، وأن المسألة عادية جدا وأن الحكاية بسيطة جدا، وان الحديث عن هذا الموضوع نفسه خارج عن الموضوع. بربّكم ماذا يريد هؤلاء المندهشون والمصدومون من هذه الدول العربية ان تقدمه للفلسطينيين غير الأدوية الفاسدة وهي الدول المختصة في علاج أمراضها الداخلية كالربو و«الدوخة» وضيق التنفس بالأدوية الفاسدة؟ ثم لماذا ننكر عليها هذا التخصص في علاج الأمة بطم طميمها بنفس الأدوية الفاسدة؟ وبالتالي ما الغرابة في ان ترسل أدوية فاسدة الى الفلسطينيين وهي التي تعالج القضية الفلسطينية برمتها بأدوية فاسدة منتهية الصلوحية منذ ما قبل سنة 1948 وكم من زعيم انتصب «عرّافا» وبات يعالج كل القضايا في كل حضرة بالبخور الأوروبي و«الخرز» الأمريكي ذاك الذي لا شفاء بسواه من باب النصيحة.