سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في سهرة إحياء الذكرى 15 لرحيل: الشيخ إمام عيسى بمهرجان جربة أوليس: خالد الوغلاني يطلق حمام السلام.. زاهي ونسرين في مراوحة رائعة بين الطرب والشعر.. ومارسال يبقى دائما مارسال
كانت سهرة الكلمة الصادقة، سهرة الحرية كما وصفها الشاعر خالد الوغلاني وكانت سهرة الحب على حدّ قول الشاعر والاعلامي اللبناني زاهي وهبي وكانت سهرة جميلة كما ذكرت المطربة نسرين حميدان وكانت كذلك سهرة رائعة على حد قول الفنان مارسال خليفة.تلك هي السهرة التي احتضنها مسرح الهواء الطلق بحومة السوق جربة في اطار مهرجان جربة أوليس الدولي. كانت سهرة لاحياء الذكرى 15 لرحيل أحد رموز الفن الملتزم في الوطن العربي الشيخ إمام عيسى. ورغم أن جمهور «الفن الملتزم»، أصبح يعرف تراجعا، فإن الجمهور الذي واكب سهرة 28 جويلية 2010 بمسرح الهواء الطلق بجربة كان عدده محترما.. كان جمهورا رائعا «ملتزما» باحترام ضيوف ركح المسرح، متجاوبا معهم، يلتزم الصمت إذا اقتضى الأمر ويصفق ويهتف كلما اقتضى الأمر كذلك.. جمهور تجاوب وتفاعل مع الشعر والغناء، تجاوب وتفاعل مع الكلمة الصادقة والغناء الهادف فحظي هذا الجمهور باحترام ضيوف الركح من شعراء ومطربين. كانت فعلا سهرة رائعة وجميلة، كانت فعلا سهرة الحرية وسهرة الحب. رحلة حرية ومحبة بين صور وقرطاج الاطار كان مهرجان جربة أوليس الدولي والمناسبة هي الذكرى 15 لرحيل شيخ إمام عيسى والمكان هو جزيرة الأحلام جربة. في هذه الجزيرة عاش جمهور مسرح الهواء الطلق سهرة جمعت بين الشعر والغناء. كانت بدايتها بقصائد ألقاها ابن الجزيرة الشاعر خالد الوغلاني الذي أطلق حمام الحرية والسلام.. حمامة أولى اتجهت الى لبنان، الى بيروت هي تحية الى مرسال خليفة وزاهي وهبي ونسرين حميدان.. وحمامة ثانية الى غزة الصمود الى أطفال الحجارة، فتساءل بلهجتنا الدراجة: «آش نقولوا الهاك اللي مات وفي يدو خمسة حجرات»، وعن الحرية قال: «الحرية مطرة سقوية تسقي أوراق الأشجار وماهياش صواريخ ذكية نسيّبها على أولاد صغار».. أما الحمامة الثالثة أو بالأحرى القصيدة الثالثة فكانت عن العراق وعن معاناة الشعب العراقي.. ليصعد بعد ذلك الى الركح زاهي وهبي ونسرين حميدان في مراوحة رائعة وشيقة بين شعر زاهي وهبي وطرب نسرين حميدان.. شعر وغناء تجمع بينهما الكلمة الصادقة الهادفة.. زاهي وهبي تحدث في شعره عن الحرية، عن الحب، عن قضايا وهموم العرب.. وردت عليه نسرين بكثير من الطرب.. غنت فأجادت غناء شيخ إمام عيسى.. غنت «الورد جميل» في سهرة جميلة. وغنت «عصفور طل من الشباك» ومعها رددها الجمهور وغنت «البحر بيضحكلي».. نسرين كانت تحمل آلة العود وزاهي كان يحمل كتبا وجمهور كان يحمل محبة واحتراما الىنسرين وإلى زاهي وإلى مارسال خليفة الذي غنى هو الآخر عن الحرية، غنى عن ريتا فقال: «بين ريتا وعيوني بندقية والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي». والأكيد أن كل الجمهور يعرف ريتا ولكن يعرف أكثر مارسال خليفة الذي بقي كما هو.. مارسال لم يتغير.. ذلك الشعر الأبيض الذي أصبح يغطي رأس ولحية مارسال لم يغيّر في مشاعر وأحاسيس ومواقف مارسال.. مارسال بقي «منتصب القامة» و«مرفوع الهامة».. غنى لروح شيخ إمام عيسى كما غنى لروح صديقه ورفيقه محمود درويش.. غنى لأمه ولكل الأمهات في العالم.. سهرة رائعة أو بالأحرى هي رحلة الحرية والمحبة بين تونس ولبنان.. محبة انطلقت منذ العهد الفنيقي بين قرطاج وصور.. رحلة حرية من الحوض الغربي الى الحوض الشرقي للمتوسط. كما تم خلال السهرة تكريم الوجه الاعلامي المعروف الحبيب بلعيد الذي عرف بحبه للفن الملتزم، وهو تكريم أسعد كثيرا سي الحبيب الذي وجد نفسه بين مارسال ونسرين حميدان وزاهي وهبي وخالد الوغلاني.