يحمل بين يديه مجموعة من الوثائق منها دفترا صحيا ونسخ من رسم مضمون ولادتها منها ما هو باللغة العربية ومنها ما هو بالفرنسية. يتنقل بين البلدية والمستشفى ومصالح الدفن وعندما لا يجد إجابة شافية يتوجه الى القضاء. فقد انقلبت حياة السيد محمد بن عمارة الشريف أصيل معتمدية بوحجلة(القيروان) رأسا على عقب عندما استخرج احد ابنائه بمحض الصدفة مضمون ولادة لابنته بواروية التي تلقى اعلاما بوفاتها منذ 27 عاما من قبل ادارة المستشفى دون أن يعثر على دليل واحد لوفاتها ليدخل في دوّامة من الشكوك مما جعله يتقدم بشكوى الى السيد وكيل الجمهورية عساه يجد ما يطفئ لهيب شكوكه التي لم يجد لها اجابة بين المصالح المعنية. مرض واعلام بالوفاة الطفلة موضوع الإشكال، بوراوية الشريف من مواليد 22 فيفري سنة 1983 بمستشفى القيروان. ويقول الوالد محمد بن عمارة انه بعد نحو شهرين من ولادة ابنته وتحديدا عندما بلغت الشهر الثاني يوم 21 افريل سنة 1983 ارتفعت حرارتها ومرضت فأخذها الى مستشفى بوحجلة لتلقي العلاج (حسب بيان ملفها الصحي) لكن الطبيبة (فرنسية الجنسية) أحالتها الى مستشفى ابن الجزار بالقيروان أين تم الاحتفاظ بها على ذمة العلاج. يقول الوالد وهو يمسك بلفافة الأوراق وكأنه يحتضن ابنته أنهم طلبوا منهم العودة بعد أربعة أيام، وعندما عاد في الموعد المطلوب أعلموه ان ابنته توفيت وطلبوا منه الإمضاء على وثيقة. ويضيف السيد محمد ان الممرض الذي أعلمه بوفاة ابنته سأله قبل ذلك ان كان لديه أبناء قبل ان يقترح عليه ان يتولى المستشفى دفنها. وهو ما أثار لديه الشكوك بعد مرور 27 عاما. «أريد ان اعرف الحقيقية وان كانت ابنتي حية ترزق» يتساءل في حيرة قبل ان يؤكد انه لا يريد ان يفسد حياتها في ظل أسرتها الجديدة.. «فقط أريد ان اعرف وأملي ان تكون حية لتتعرف على أسرتها. مضمون ولادة حيرة السيد محمد بن عمارة تولدت منذ أيام عندما عثر احد ابناءه على الدفتر الصحي بين وثائقه وعندما سأل والده أعلمه بالقصة فقرر استخراج مضمون ولادة لأخته والذي كان بمثابة مفاجأة للعائلة وباعث على الشك. وهكذا شرع الوالد في استخراج مضامين من رسم الولادة لابنته من جهات وبلديات مختلفة غابت عن جميعها اية إشارة الى وفاتها في خانة الملاحظات. ليست في سجل المدفونين توجه الوالد الى إدارة مستشفى ابن الجزار بالقيروان وتم سحب الدفتر الذي أمضى فيه الوالد على تلقيه الإعلام بوفاة ابنته وقد اطلعت إدارة المستشفى على السجل وتعرف الوالد الى إمضائه. من جهة ثانية توجه الوالد الى المقبرة وتحديدا الى مصالح الدفن يبحث في سجلاتها عن خيط الحقيقة لكنه لم يجد اسم ابنته في سجل المتوفين او من بين المدفونين بالمقبرة. القضاء على الخط بعد تجواله بين الإدارات والبلديات توجه السيد محمد بن عمارة الى السيد وكيل الجمهورية لتقديم شكوى قضائية في الغرض على أمل ان يتوصل الى ما يشفي غليل أسئلته الحائرة. ويأمل ان تكون ابنته حية ترزق. ويسترسل في طرح الأسئلة...ماذا يعني مضمون الولادة؟ ...واذا كانت توفيت اين دفنت؟...واذا كانت حية ترزق اين يمكن ان أجدها...وكيف يمكن ان يحدث ذلك؟ أسئلة قد تكون لها إجابات لدى القضاء الذي دخل على الخط للبحث في مسألة أصبحت متكررة.