رغم أنها المرة الأولى التي يقحم فيها عشقه للسينما في مهرجان قليبية العريق لفيلم الهواة، فقد شد انتباه لجنة التحكيم بالمستوى الفني الدقيق للتصوير وتمكنه من مختلف التقنيات السينمائية. فيلم «حكاية عشق» قدم المخرج السينمائي الشاب ايمن العثماني للجنة التحكيم ولهواة السينما في تجربته الاولى التي وضعته في مسار الاخراج السينمائي السليم بشهادة اهل الذكر. «حكاية عشق» تحكي معاناة «ماطوس» الذي لم يتمكن من الوصول الى معشوقته التي يسعى إلى الوصول اليها دون أمل فكان «عاشق سراب» لكن ما ان تحل به مصيبة حتى تطل عليه المعشوقة لحظة الوداع. عشق المخرج السينمائي الشاب للقيروان سول له ان يجري التصوير في ارجائها انطلاقا من المدينة العتيقة الى الأحواز والمقابر وداخل المنازل. كتب النص بنفسه (مستوى أولى ثانوي) ووزعه الى أدوار شارك في أداء حوارها عدد من الممثلين المحترفين (الطاهر رفراف وطارق العلاني...) والهواة (علي طراد...) من عشاق عاصمة الأغالبة دون مقابل مادي وتلك حكاية عشق أخرى للمدينة رغم علامات «قف» في الحصول على ترخيص التصوير أمام المخرج الشاب. من حسن حظ فيلم «حكاية العشق» أنه وجد كل الدعم من المعهد العالي للفنون والحرف الذي تدخل بطاقمه البشري والمادي وتجهيزاته التقنية الضخمة من اجل الدفع نحو انجاز الشريط ليمثل القيروان (الشريط الوحيد) في مهرجان قليبية العريق. بين التلفزة والسينما عند تناوله لقصة العاشق «ماطوس» (عمل تلفزي) ضمن المخرج الشاب فيلمه القصير بمقتطفات من عدد آخر من الأعمال التلفزية التونسية بشكل متناسق يستجيب لموضوع الشريط. لكن تناوله الأعمال التلفزية بشكل ايجابي يبدو انه كان سببا في عدم حصول الفيلم على رضا لجنة التحكيم التي يشارك فيها عدد من الوجوه التلفزية التونسية رغم إعجابها بالمستوى الفني وتطويع تقنيات التصوير في أولى تجربة لشاب دخل السينما من باب الهواة. وذلك بسبب موقف بعض أعضائها المتحفظ من الشاشة الصغيرة مقابل مضامين وأهداف الشاشة الفضية المنتقدة والمتحفظة على الواقع بما في ذلك «التلفزة». من قليبية الى الجزائر «حكاية عشق» هي أول أعمال المخرج الشاب الذي ساعده في تنفيذه وتأطيره عدد من المحترفين من الصحبي العلاني في كتابة السيناريو الى الأستاذة هيفاء الرخامي في تقسيم المشاهد الى جانب مشاركة بعض المختصين في الصورة مثل توفيق سويدان وغيرهم. ومن المنتظر ان يسافر «حكاية عشق» الى الجزائر للمشاركة في مهرجان مواز لمهرجان قليبية بعد ان نال إعجاب احد المنظمين. واكد المخرج الشاب انه يعكف على إعداد عمل جديد وان لديه أفكارا كثيرة يرغب في ترجمتها الى الشاشة الفضية. و«حكاية عشق» ليست سوى ترجمة شخصية لعشقه للسينما يأمل في ان يطورها من خلال مواصلة دراسته والتخصص في عالم الصورة والإخراج. ربما يحتاج الى الدعم لتثبيت خطاه في عالم عقده أكثر من الحبكة الدرامية.