كل من حضر سهرات المهرجان الثقافي الصيفي لمدينة بن عروس استمتع وعاش لحظات عذبة من المتعة الفنية والمسرحية والشعرية.لقد حضرت بعض فعاليات هذا المهرجان العريق في دورته 25 واستمعت وأدركت أن بعض المهرجانات بلغت مرحلة الابداع والاقناع الفنيين والى حد المؤانسة والاستئناس، ولكن لم يحك عنها أحد، ومنها مهرجان بن عروس للتأكيد وبالمختصر المفيد. فهذا المهرجان الذي يشرف على ادارته الفنان المتألق وليد الغربي، والسيد علي المقبلي أمين المال ونائب مدير المهرجان والسيدة ساسية بلحاج عمر وغيرهم من أعضاء أكفاء، قطعوا مع السائد المعتاد، وبرمجوا سهرات فنية شذية. ولقد كانت السهرات في مجملها طيبة ورائعة على غرار مسرحية «الفاهم يفهم» للممثلين الرائعين لسعد بن عثمان والمنجي بن سعيد، وعلى غرار سهرة الافتتاح المغاربية التي جمعت بين الفنان الجزائري محمد الرشيد السقني ووليد الغربي وسفيان الزايدي. وهل يخفى الشعر (على غرار مقولة وهل يخفى القمر)، فلقد كان للشعر نصيب في مهرجان بن عروس الصيفي، حيث أقام المهرجان وضمن «مقهى الابداع» أمسية شعرية أثثها المنصف المزغني ونور الدين صمود وجميلة الماجري ونشّطها شمس الدين العوني. ولقد كانت سهرة لا تُنسى، سهرة حالمة ألقى خلالها هؤلاء الشعراء نماذج طيبة من قصائدهم الرائقة، وإنه لجدير بالملاحظة والقول، إن الفنان وليد الغربي مدير المهرجان، كان رحب الصدر عند استقبال الضيوف، وكان متألقا في عزفه وعميقا في اختياراته، وكان بحق الرجل المناسب لمهرجان هو من أعرق المهرجانات التونسية، ولا يعقل ثم لا يعقل أن مهرجانا بمثل تلك العراقة، وبمثل ذلك التدفق لا تغطي عروضه قنواتنا التلفزية، فأيّ ديكور، وأيّ فضاء، وأيّ عطاء، وأيّ ولاء للثقافة والفن الراقي والغناء، ولقد سعدت سعادة غامرة بحضور بعض عروض هذا المهرجان، ولقد انتشيت بصراحة، كما انتشى غيري من جماهير كثيرة تنفست من الفن الراقي والاختيارات الصائبة والى حدّ الارتواء، والعروض متواصلة الى يوم 5 أوت فلا تخلفوا مشاهدتها.