تعيش ولاية بن عروس كل صائفة على وقع عديد المهرجانات التي شملت كل مناطق وأحياء الولاية، لكن تبقى بعض المهرجانات المعروفة هي الصورة الحقيقية لمدى اقبال الجماهير ونجاح التنظيم والبرمجة على غرار مهرجان بوقرنين ومهرجان الزهراء ومهرجان الياسمين برادس. فهذه المهرجانات تحظى بتغطية اعلامية كبرى تمثلت بالخصوص في نقل بعض السهرات مباشرة على قناتي تونس 7 وتونس 21 وتسجيل احدى السهرات عن طريق قناة حنبعل اضافة الى المواكبة اليومية لوسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية. لكن الملفت للانتباه هو عزوف الجماهير وغيابها عن أغلب عروض هذه المهرجانات رغم أهميتها على غرار سهرة لطفي بوشناق والهادي حبوبة لمهرجان الزهراء دون الحديث عن العروض غير المعروفة كسهرة الفنون الشعبية من أندونيسيا ومجموعة «براسكا» من صربيا في مهرجان بوقرنين هذا العزوف أدى الى إلغاء بعض السهرات أولها سهرة عفيفة العويني ليوم 20 جويلية بمهرجان الزهراء ثم سهرة الراي مع «فوضيل» بنفس المهرجان يوم 31 جويلية وأخيرا وليس آخرا سهرة مروان الخوري بمهرجان بوقرنين يوم 3 أوت. أسباب الالغاء مادية بحتة، فميزانيات هذه المهرجانات متوسطة وتعتمد أساسا على مساهمة السلط الجهوية وبعض المستشهرين والمدعمين وعندما تتأخر هذه الاعتمادات وتغيب المداخيل عن أغلب العروض تضطر إدارة المهرجان الى عدم الايفاء بالتزاماتها رغم دفعها لخطايا الإلغاء في خطوة استباقية قبل أن تخسر عديد الملايين غير الموجودة بحسابها البنكي. هذه الظاهرة وإن لم تكن تقتصر على مهرجانات ولاية بن عروس وشملت عديد مهرجانات صيف 2010 فإنها تتطلب دراسة وتحليلا من المشرفين على هذه المهرجانات للوقوف على أسباب الغياب الجماهيري وايجاد السبل الكفيلة لمزيد التنسيق بينها لاعداد برمجة مشتركة وتقاسم العروض حتى لا يعاد نفس العرض في أكثر من مهرجان ولمَ لا تنظيم سهرات كبرى مشتركة لأسماء معروفة سواء من تونس أو من الخارج والقطع مع السهرات الشكلية.