«عطب» في جهاز الاعلامية أو «السيستام» كما سمّاه موظف شباك التسجيل في المطار، مطار جربة جرجيس، اضطرنا الى الانتظار حوالي ساعة قبل التسجيل.. وسط ازدحام في الصفوف ووسط درجات حرارة مرتفعة داخل المطار ذاك المساء.. استفسرنا عن العطب بفضولية مسافر أنهكه الانتظار فردّ الموظف بنفس الحماسة «السيستام» جديد لم نتمكن بعد من حسن استخدامه». أنهينا التسجيل بعد ربع ساعة من موعد انطلاق الرحلة عدد 011 المقرّرة التاسعة إلاّ ربع مساء.. والتحقنا بقاعة الانتظار بعد أن أعلنت شاشة المواعيد أن الرحلة عدد 011 المتجهة الى تونس تم تأجيلها الى الساعة التاسعة وربع مساء. وبعد تأخير غير مبرر بحوالي عشرين دقيقة حضر موظف آخر من المطار لفتح باب قاعة الانتظار للمسافرين قصد الالتحاق بالحافلة التي ستقلهم الى الطائرة. رحلة «مكتظة» تطلبت صبرا وانتظارا في طريق المرور البطيء الى الباب نصف المغلق.. المحكوم بمزاجية جوّال الموظف. كانت الساعة تشير الى العاشرة إلاّ عشر دقائق حين اتخذ كل منا مكانه داخل الطائرة وأغلبهم سواح أجانب وأزواج جدد كانوا يقضون شهر العسل في الجنوب ومهاجرون وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يمني النفس بانطلاق رحلة تأخر موعدها أكثر من ساعة.. طلبت المضيفة من المسافرين مغادرة الطائرة والعودة الى قاعة الانتظار. صُدم المسافرون وتحركوا بتململ كبير للنزول من الطائرة وعلى الأفواه سؤال واحد مشترك.. ماذا حصل؟ وكيف؟ وتساءلوا عن من سيعتذر للمسافر؟ ومن سيعوّضه عن التأخير؟ وعلى المدرج استفسروا أحد الموظفين فأخبرهم أن «السيستام جديد» وأن خلطا ما حدث في تسجيل مسافرين اضافيين على الرحلة عدد 011 والحال أنهما اقتطعا تذكرتين على الرحلة التي تليها.. هذا الخلط لم يسمح بمعرفة من هما من بين المسافرين لذلك تمّت إعادة الجميع الى الحافلة للتثبت. داخل الحافلة عانى المسافرون من الاكتظاظ ومن نقص التكييف في انتظار فرز القائمة! إلى جانبي وقف ديبلوماسي فرنسي كنت قد طلبت منه معطيات حول برنامج الهجرة المنظمة بين البلدين تململ في مكانه قبل أن يقول لي: «أظن أنك لم تعودي في حاجة للكتابة عن الهجرة بعد هذه اللحظة». وبعد حوالي عشر دقائق من الانتظار تمت إعادة المسافرين الى الطائرة لتنطلق الرحلة حوالي الساعة العاشرة وربع مساء أي بعد تأخير دام بساعة ونصف عن موعدها الأصلي.. ولم يعتذر أحد للمسافرين عدا المضيفة التي اعتذرت بشكل شخصي. حادثة تأخير منهكة للأعصاب قد تكون آخر ذكرى حملها من كانوا من سوّاح على متن الطائرة عن تونس.. فعن أي صورة لخدمات النقل في الوجهة السياحية التونسية سيتحدثون؟ أما عن الصورة محليّا.. لا مشكل لدينا.. لأن التونسي حفظ جيّدا طعم «الاهانات» على متن وسائل النقل في الوطن برّا كان أو جوّا.. ومن فاته تذوّق هذا الطعم عليه استخدام الحافلات والمترو والقطار في رمضان خاصة وهو يتزامن مع أقسى أشهر الصيف.