بلغ تأخر إقلاع ووصول طائرات الخطوط التونسية من وإلى مطار تونسقرطاج خلال اليومين الماضيين أكثر من 10 ساعات بالنسبة إلى بعض الرحلات بسبب لخبطة مفاجئة في رحلات عودة المعتمرين مما أدى إلى حالة من الفوضى بالمطار بلغت حد الإعتداء بالعنف على مسؤول بالخطوط التونسية. في الطابق العلوي لمطار تونسقرطاج لم تقدم قاعة التسجيل صباح أمس على إستيعاب طوابير المسافرين الممتدة أمام مختلف شبابيك التسجيل أما الشاشات المتدلية من سقف القاعة لإرشاد المسافير حول مواعيد إنطلاق رحلاتهم فقد كانت العبارة الأكثر ظهورا أمام مختلف الرحلات هي «متأخرة» (أي تأخر إقلاع الطائرة) وهو ما إنعكس حتما على الدعوة للتسجيل بالشبابيك التي طال انتظار المسافرين لها...وفي الطابق السفلي، حيث وصول المسافرين القادمين من مختلف الوجهات لم يختلف المشهد كثيرا : «إنتظار طويل لكل من جاء إلى المطار لإستقبال القادمين، وتكرر لافت لعبارة «متأخرة» على شاشات اعلان وصول الرحلات. مطارات السعودية قالت مصادر مطلعة من الخطوط التونسية إن السبب الرئيسي لما حصل من تأخير في إقلاع ووصول مختلف طائرات الخطوط التونسية من وإلى مطار تونسقرطاج منذ يوم السبت الماضي كان بسبب تأخر وصول الطائرات القادمة من السعودية والتي تحولت إلى هناك خصيصا لتأمين عودة المعتمرين وأضافت المصادر ذاتها أن إكتظاظا كبيرا في مطارات السعودية هو الذي عطل إقلاع الطائرات التونسية من هناك على إمتداد عدة ساعات...هذه الطائرات المعطلة في مطارات السعودية (حوالي 6 أو 7 طائرات) هي التي تؤمن في العادة بقية الرحلات المنتظمة للخطوط التونسية (نحو أوروبا والدول العربية وافريقيا...) وبما أن وصولها من السعودية إلى تونس تأخر فقد كان من الطبيعي أن تتأخر بقية الرحلات المنتظمة ومن المتوقع أن تكون 4 طائرات قد حطت مساء أمس بتونس ومن المنتظر أن تصل 3 طائرات أخرى اليوم وهو ما سيحلّ مشكل بقية الرحلات حسب الخطوط التونسية. آلاف معتمر إضافيمن جهة أخرى أضافت مصادرنا أن ما حصل أيضا تسبب فيه الزيادة في عدد المعتمرين المبرمج... فقد برمجت الخطوط التونسية خلال هذه الفترة رحلاتها على أساس نقل 30 ألف معتمر غير أنها فوجئت بأن العدد ناهز 37 ألفا، وهو ما أدخل بعض اللخبطة على رحلات العودة لأن أغلب المعتمرين يريدون العودة في فترة متقاربة (خلال فترة العيد). و 5 سبتمبرفي تصريح ل «الشروق» ذكرت السيدة سلاف المقدم الناطقة بإسم الخطوط التونسية أن الأيام الأولى من شهر سبتمبر من كل عام عادة ما تشهد مثل هذا الضغط والاكتظاظ في مطار تونسقرطاج بسبب عودة مهاجرينا الي بلدان إقامتهم في فترة متقاربة وهو أمر ليس بجديد عن الخطوط التونسية... غير أن الأمر تزامن هذا العام مع عودة المعتمرين ومع فترة العيد وهو ما زاد في حدّة الاكتظاظ والضغط على رحلات الخطوط التونسية وكان من الطبيعي أن تحصل هذه اللخبطة وأضافت المتحدثة أنه على حرفاء الناقلة الوطنية تفهم مثل هذا الموقف الذي يحصل في كافة المطارات ولدى كافة الناقلات الجوية في العالم وليس خاصا بتونس فقط.تذمراضطر عدد من المسافرين القاصدين وجهات مختلفة الى قضاء ليلة أول أمس بالمطار في انتظار اقلاع طائرات رحلاتهم فيما طال انتظار آخرين أكثر من 5 و6 ساعات... كما تأخرت أيضا عودة مسافرين آخرين الى تونس للفترات نفسها.هذه الوضعية خلقت أعصابا متشنجة داخل المطار في صفوف المسافرين وحتى لدى أعوان ومسؤولي المطار والخطوط التونسية.ويتهم المسافرون الخطوط التونسية باللامسؤولية وبتدني خدماتها خاصة من حيث العناية بالمسافرين الذين تأخرت رحلاتهم (على غرار توفير الأكل والمبيت وأسباب الراحة)، وأيضا بغياب المعلومة الدقيقة والواضحة وكل ذلك رغم الأسعار المرتفعة للتذاكر. كما اتهموها أيضا بضعف الأسطول (من حيث عدد الطائرات) وبعدم قدرتها على منافسة الناقلات الأخرى.كما وجه آخرون أصابع الاتهام نحو وكالات الأسفار وشركة منتزه قمرت وقالوا إنها تغلّب الربح التجاري على راحة ومصلحة حرفائها، وطالبوا السلط المعنية بأن تتدخل لايقاف ما أسموه مهزلة العمرة والحج التي أصبحت تتكرّر كل عام وتتسبب في مشاكل عديدة.عنف... واتهاماتمن جهة أخرى اتهم أعوان وموظفون تابعون للخطوط التونسية بعض المسافرين (وليس كلهم) بالتهور وعدم التعقل في مواجهة مثل هذه الحالات الاستثنائية التي تحدث وستحدث (على حدّ قولهم) لأن النقل الجوي مليء دوما بالمفاجآت ولا بدّ أن يتفهم المسافرون ذلك...وتحدثت مصادر من الخطوط التونسية عن حالة اعتداء بالعنف الشديد تعرض لها ليلة أول أمس رئيس محطة الخطوط التونسية بالمطار (chef d›escale)، حيث قام أحد المسافرين بعضّه على مستوى الذراع أثناء اشتباك حصل بينهما، مما تسبب له في إصابة بليغة. كما عاينا بلوّرا مهشمّا تابعا لمكتب الخطوط التونسية بالطابق العلوي للمطار، وقال شهود عيان إن أحد المسافرين تولى ضرب البلور بقوة احتجاجا على تأخر رحلته.