غصّت مدارج مسرح الهواء الطلق بالحمامات ليلة أول أمس بالجماهير الوافدة لاكتشاف عرض «الحضرة 2010» للفاضل الجزيري في اطار الدورة السادسة والأربعين لمهرجان الحمامات الدولي. البعض كان يتوقع ان يكون الاقبال ضعيفا في عرض «الحضرة 2010» الا ان العكس هو الذي حصل، فالبعض جاء لإعادة المشاهدة والبعض الآخر دفعه فضوله الى المقارنة بين ما سيشاهده وبين ما كتب عن هذا العرض في مهرجان قرطاج وفي المهرجانات الأخرى والبعض الآخر حضر ليكتشف. لكن كل هذه الأسباب اضمحلت مع انطلاقة العرض، فكان التفاعل سيد الموقف بين الجمهور و«الحضرة 2010». جمهور الحمامات رقص وانتشى واكتشف أناشيد أو أغاني صوفية لم تكن معروفة من قبل، وتفاعل بالتصفيق مع كل مشاهد العرض، حتى أن البعض تحدث باستغراب عن سر عدم نجاح العرض بمهرجان قرطاج الدولي، خاصة أنه على حد تعبيره لا يخلو من التجديد والبحث وفيه عمل كبير ومجهود أكبر، خاصة في اختيار الأغاني والأناشيد وكذلك اللباس والآلات الموسيقية. بركة مسرح الحمامات «الحضرة 2010» حضره بعض الزملاء الصحفيين الذين واكبوه في عرضه الاول بالمسرح الأثري بقرطاج. وقال بعضهم إن العرض كان أجمل وأنجح في مسرح الهواء الطلق بالحمامات لطبيعة تصميم ركح هذا المسرح وجماليته الخاصة والنادرة حتى أن الفرق بين «الحضرة 2010» في مسرح الحمامات والحضرة 2010 بالمسرح الأثري بقرطاج ذكّرت الجميع بالفرق بين عرضي مسرحية «مانيفستو السرور» بالمسرحيين. من جهة أخرى ذهب البعض الآخر الى ان نجاح العرض يعود الى ان فاضل الجزيري تجاوز بعض النقائص التي أشار اليها النقّاد والصحفيون اثر عرض العمل بمهرجان قرطاج الدولي. صاحب العرض من جهته أكد أنه ليس مبدعا، وأنه لم يغيّر في عرضه، لكنه شدد على ان ركح مسرح الحمامات له خاصياته الجمالية التي حاول التعامل معها في حدود المعقول، وبخصوص الكوليغرافيا، أجابنا بكونه ركّز على عمل المجموعة لذلك لم يهتم بتنظيم المنشدين بطريقة جمالية على الركح. الحضرة 2010 خارج تونس... اثر نهاية العرض، غادرنا المسرح في اتجاه مدخل المركز الثقافي الدولي بالحمامات وفي طريقنا، كان يجانبنا شيخ يلبس قميصا أبيض وسروالا أبيض، كبياض الشيب الذي غطى خصلات شعره، كان يتحدث بإعجاب عن «الحضرة 2010» الى زوجته المرافقة له، فقال «إن الحضرة 2010 فيها بحث كبير وتجديد يواكب عصرنا وهو عرض سيكون له شأن في المستقبل القريب، لأن «فلسفة» الجزيري مدروسة...». وأردف هذا الشيخ مخاطبا زوجته: «هذا العرض لو يتمكن الجزيري من عرضه خارج حدود الوطن فسيشرّف تونس، وسيعطي صورة طيبة عن هذا الوطن». هذا رأي الشيخ الذي لا يختلف كثيرا عن مجموعة من الجمهور الحاضر بمسرح الحمامات والذين عبّروا ل«الشروق» عن اعجابهم الكبير بالعرض وبفكرته التي لا تخلو على حد تعبيرهم من التجديد. عموما، المستقبل وحده كفيل بأن يثبت قيمة هذا العرض وأهميتها من عدمها... علما أن بعض الأخبار التي تدور في كواليس الساحة الثقافية حاليا، تؤكد أن صاحب عرض «الحضرة 2010» سيعتزل العروض الفرجوية.