أكدت تقارير اعلامية أن شبح الخوف من «الجوع» بات يسيطر على الدول المعتمدة على استيراد القمح من روسيا التي شهدت موجة حرائق غير مسبوقة دفعتها الى تعليق صادراتها من القمح حتى نهاية السنة. وترافق تعليق روسيا صادراتها مع ارتفاع أسعار القمح ومخاوف من تراجع محاصيل العديد من الدول الاوروبية، وسط مخاوف من تأثيرات هذه التداعيات سلبا على الامن الغذائي لدول الجنوب المستوردة في معظمها. جفاف قاتل وتشهد روسيا موجة حر استثنائية، أدت الى جفاف قاتل ساهم في اشعال آلاف الهكتارات فيما بلغت حصيلة الضحايا حتى الآن 52 قتيلا. حرائق في سهول روسيا الوسطى، عجزت السلطات حتى الآن عن وقف مدها الزاحف غربا نحو المناطق الصناعية، حيث تنتشر تجمعات نووية يتخوف الجميع من أن تسبب تلوثا شبيها بتلوث تشير نوبيل في حال احتراقها، وشرقا نحو السهول الشاسعة التي تشكل «مخزن حنطة» روسيا، ثالث مصدر للقمح في العالم. وأعلنت روسيا فرض حالة الطوارئ حول مركز اعادة معالجة النفايات النووية وتخزينها في ماياك في منطقة الاورال، بسبب انتشار الحرائق وفي المجموع، دمرت حرائق الغابات في روسيا نحو 668 ألف هكتار منذ بداية الصيف، ويفترض ان يحطم صيف هذا العام الارقام القياسية لارتفاع درجات الحرارة وأعلن رئيس هيئة الارصاد الجوية، ألكسندر فرولوف، ان البلاد تشهد أسوأ موجة حر منذ ألف سنة على الاقل، فيما أشارت السلطات الصحية الى ارتفاع عدد الوفيات في موسكو بسبب ارتفاع درجات الحرارة والدخان السام الذي سببته الحرائق الى 700 شخص يوميا. وبدا ان الخوف من «الجوع» أقوى بكثير من الخوف من التلوث النووي، اذ ان هذه الحرائق مقرونة بالجفاف أثرت على نسبة المحاصيل وتراجع الانتاج، ليس فقط في روسيا، ولكن أيضا في كازاخستان وأوكرانيا ومنطقة البحر الاسود. وفاقم من الاضطراب السائد الهبوط المتوقع في انتاج كندا بوصفها منتجا رئيسيا ومصدرا كبيرا للقمح الى السوق العالمية، ودفعت هذه العوامل المجتمعة بالاسعار الى مستويات لم تعرفها السوق (زيادة بنسبة 64%) منذ أزمة غذاء عامي 2007 و2008. جحيم تشرنوبيل في الاثناء صرح متحدث باسم وزارة الاوضاع الطارئة الروسية أن حرائق الاحراج المندلعة على امتداد هكتارين منذ الاثنين الماضي اصبحت على بعد ستين كيلومترا عن موقع مفاعل تشرنوبيل النووي المتضرر (شمال أوكرانيا) لكن الوضع «لا ينطوي على أي خطر». وقالت الناطقة باسم الوزارة فكتوريا روبان ان الحريق «سيتم اخماده اليوم» وأضافت أن «الحريق لا ينطوي على أي خطورة وليس هناك أي تهديد». وتمتد المنطقة الامنية المحددة حول محطة تشرنوبيل التي شهدت أكبر كارثة نووية في 1986، على دائرة شعاعها ثلاثين كيلومترا.