لا ندري إن كان رئيس الجامعة علي الحفصي معتادا على أن يغط في سباق عميق مساء كل يوم لكن ما نحن متأكدون منه أنه نام نومة هادئة جدا عشية الخميس أي بعد يوم من فوز المنتخب ونجاح الجامعة في تجاوز مشكل صعب كان مرشحا لأن يصبح شديد التعقيد ونعني بالطبع قضية لمجد الشهودي. الحفصي وحسب ما تناهى الى علمنا كان في غاية السعادة وهو يغلق هذا الملف الذي أسال الكثير من الحبر وأصبح متعدد الأطراف بعد احترازي الترجي وحمام الانف، فمصداقية اللجان التابعة للجامعة كانت على المحك ولم يكن معقولا ان تنسف لجنة الاستئناف القرار الذي اتخذه فاروق الغربي والقاضي بتأهيل لمجد الشهودي بتسليمه اجازة قانونية. قبل الاتفاق الذي تم امضاؤه في مقر الجامعة التونسية لكرة القدم ظهر الخميس بحضور نائب رئيس النادي البنزرتي الدكتور خالد التراس ونائب رئيس النجم ماهر القروي كانت عدة جهات قد تحركت في الخفاء للملمة الموضوع ومن بينها رئيس الجامعة علي الحفصي الذي تعددت اتصالاته بحامد كمون وسعيد لسود لايجاد أرضية تفاهم انتهت بإضافة مبلغ مالي في حدود 80 ألف دينار. فوز بالنقاط ثلاثية المنتخب في التشاد والمصالحة بين النجم والبنزرتي، حدثان شكلا جرعة أوكسجين للمكتب الجامعي الجديد بل يمكن القول انهما مكّنا رئيس الجامعة من الفوز بالنقاط في مواجهته مع بعض مكوّنات الوسط الرياضي والتي تبدو غير راضية عن أداء الجامعة الى حد الآن وعن بعض الخيارات التي راهنت عليها سواء على صعيد الاشخاص وتركيبة بعض الهياكل واللجان تحديدا او على مستوى وضعية منتخب الاكابر الذي مرّغ سمعة الكرة التونسية في التراب في مباراة المنزه مع بوتسوانا. أطراف مقربة من علي الحفصي تؤكد ان الرجل غاضب بل ساخط على بعض الاشخاص المنتمين لمكاتب سابقة استغلوا الصعوبات التي عرفها المكتب الحالي وانهالوا عليه بسياط النقد وهو يرى ان مكتبه ناجح حتى اللحظة في مهامه ولم يرتكب أعضاؤه نفس الأخطاء التي ارتكبها آخرون تم حل المكتبين اللذين انتموا اليهما. سهام رئيس الجامعة تتجه كما يتضح الى أشخاص بعينهم لكن نجاح مكتبه في الخروج بأخف الأضرار من «قضيتي» بوتسوانا والشهودي لا يعني قطعا ان عاصفة الانتقادات ستنتهي فالجامعة تواجه حقيقة تحديات كبيرة جدا على رأسها الملف المالي وضرورة البحث عن تنمية الموارد الذاتية اضافة الى الموضوع الأهم وهو تنظيم الكرة التونسية وتخليصها من عديد الشوائب التي تعيق تطورها. الصائدون في الماء العكر يرى رئيس الجامعة أن في كثير مما يقال أو يكتب عن الجامعة التونسية لكرة القدم نية مبيتة للصيد في الماء العكر.. أما نحن فنرى ان الحل الوحيد لتفادي «الصائدين» هو عدم توفير الماء العكر.. بعبارة أوضح مطلوب تحويل ما قيل في الحملة الانتخابية بصفة تدريجية الى حقيقة ملموسة وإن كان واقع الرياضة والكرة عموما يتعارض مع البرامج الانتخابية لأي مكتب جامعي والدليل بقاء «الويكلو».