بعد عودته بقوة الى المشهد الاعلامي من خلال مصالحته مع المنصف ذويب أطلّ الممثل القدير لمين النهدي مؤخرا في أول حلقة من برنامج «شارع الحرية» الذي ينشطه الاعلامي سمير الوافي على قناة حنبعل وذلك مساء الاربعاء. كان لمين كعادته وفيّا لتلقائيته وخفة ظله وأيضا لجرأته في عدة فقرات تميزت بالثراء والطرافة في هذا البرنامج والذي أكيد أنه سيكسب قاعدة جماهيرية كبيرة في قادم حلقاته لما يتسم به من رؤية متجددة ومتطورة تجمع بين الافادة والترفيه الهادف. دعوة للمصالحة دعا لمين المنصف السويسي ومحمد ادريس للتصالح وأيضا الفاضل الجعايبي والفاضل الجزيري معتبرا أن كل واحد منهما يكمّل الآخر مقرّا بوجود حلقة ناقصة في غياب الواحد عن الآخر. ورقص ابتسام النهيدي هي ابنة أخت لمين شكلت المفاجأة السعيدة بحضورها وبراعتها في الغناء حيث أبدعت في أداء بعض من التراث الغنائي الكافي وتناغم معها لمين مثلما تفاعل مع مطربه المفضل منير الطرودي فرقص لمين كما لم يرقص من قبل على وقع أغاني منير. مفاجأة درامية ركن طريف آخر اختص به برنامج «شارع الحرية» تضمن رسالة مبعوثة الى ضيف الحصة وكانت الرسالة في تلك الحلقة من ابنه محمد علي النهدي ورغم ارتباك قارئتها وأخطائها اللغوية وتعبيرها الذي لم يكن مثيرا على قدر الملابس التي ظهرت بها فإن فحوى هذه الرسالة كان مؤثرا للغاية حيث عبّر محمد علي عن افتخاره بأبيه، مثنيا على رعايته والخصال التي تعلّمها منه كالصبر والعزيمة، وعرّج محمد علي على تأثره منذ الصغر بطلاق لمين من أمه سعاد محاسن رغم قصة الحب الكبيرة التي جمعتهما وكيف كانت تخفي عنه حكاية سجن لمين بإيهامه أنه موجود في عمل بالحمامات واعتبر محمد علي أن غياب لمين عن السينما التونسية خسارة كبرى. وختم محمد علي رسالته قائلا: «أنت أب غير عادي وفنان غير عادي حر ومتحرر»... مما أوصل لمين الى قمة التأثر. المدني يستفز لمين! رغم برودة الدم التي تميز بها لمين طوال الحلقة وخاصة في فقرة الصحافة المكتوبة فإن تصريح الاديب عز الدين المدني هو الذي استفزه حينما صرح في احدى الجرائد: بأن ما يقدمه لمين مسرح «تخلويض» واصفا الاقبال على مسرحياته بالجهل، وقد اعتبر لمين هذا التصريح «جريمة» ويرجع لضغينة حيث في زمن مضى أطرد المدني لمين وزوجته واعتبر لمين أن المدني منذ «ثورة الزنج» نُسي «ولم يبق له إلا التنبير» على حد تعبيره. نقد مباشر نقد لمين بعض الممثلين معتبرا أن سفيان الشعري لازال قيد نمط معين، وهي شخصية «السبوعي» داعيا إياه الى الخروج منها والتنويع واعتبر أن ما قام به العبدلي «يدخله التاريخ ولا الجغرافيا»، وأن المنجي العوني كبر و«ما عمل شيء»، مؤكدا أن رؤوف بن يغلان «لا يصلح إلا في التراجيديا». لحظة تراجيدية تفاعلا مع احدى فقرات البرنامج والتي صنّفت فيها الحوارات بطريقة ذكية وطريفة تقمص لمين شخصية أبيه رحمه الله للاجابة عن تساؤلات تخصه ورغم الصبغة الكوميدية لردود لمين إلا أنه وصل الى حد التأثر العميق عندما وجد نفسه يذكر على لسان أبيه: «أتمنى طوال العمر حتى أرى لمين في هذه الوضعية» فكانت لحظات جد مؤثرة وإن عكست إبداع لمين في التراجيديا فإنها خلّفت مرارة داخله، في برنامج قطع مع الروتينية والاجترار وعكس نقلة يحتاجها المتفرّج بكل اضطرار مع مراجعة لحضور الوجوه التنشيطية.