يعتبر الولي الصالح سيدي بركة من أشهر أولياء الله الصالحين بجهة وادي مليز من ولاية جندوبة وقد اتخذ له مقاما بربوة بمنطقة «عبش» وهو ولي حسب ما جاء على لسان خادمه زايد العلوي أنه قدم من المغرب الأقصى منذ أوائل القرن التاسع عشر (1812) واتخذ لنفسه مستقرا بأعلى ربوة تطلّ على كل جهة وادي مليز تاركا وراءه الجبل كملاذ ومنفذ للفرار نحو القطر الجزائري عند الشدائد وطاب به المقام بهذا المكان فأنجب الذرية إلى أن وافته المنية نهاية القرن التاسع عشر وقد بني ضريحه على مكان إقامته فأصبح قبلة الزوّار حتى يوم الناس هذا للتبرّك به لأنه اسم على مسمى فما من عمل يقوم به إلا وتنزل فيه البركة والخير لذلك سمي ببركة لأنه مبارك أينما حل. وأضاف محدثنا قائلا إن بركاته شملت ابنة أحد المعمرين الفرنسيين حين لجأت إليه طالبة بركاته في الإنجاب بعد انتظار دام أكثر من عشر سنوات وما إن غادرت المقام حتى جاء الفرج بعد بضعة أيام فأنجبت مولودا بقي بمعية والدته من زوار مقام سيدي بركة حتى بعد الاستقلال والجلاء ويقع الاحتفال به سنويا حيث تذبح الخرفان وتوزّع على أجوار المقام وضعاف الحال. ومازالت أهمية هذا الولي الصالح ظاهرة إلى يوم الناس هذا من خلال «الزردة» السنوية التي تقام عادة خلال شهر أكتوبر ويجتمع فيها المئات من سكان المنطقة ويخرج أبناؤه «قصاع» الكسكسي للزائرين.