في أطراف المدينة حيث ينتهي المعمار ويبدأ الاخضرار، إخضار غابات الزيتون وبعض النخلات السامقات يوجد ضريح ومقام الولي الصالح «صيد عقارب»بمدينة عقارب من ولاية صفاقس. الزائر لهذا المكان الهادئ المليء بالاسرار يشعر بطمأنينة وحنين لا يوصف خاصة وأن هذا الرجل العظيم عرف بالشجاعة وحب الخير حتى أطلق عليه اسم صيد عڤارب نسبة الى شجاعة الاسود في زمن غابر كان يسوده قانون الغاب وكانت الشجاعة وحدها تعتبر نقطة وضاءة ينفذ منها ضوء الطمأنينة إذ لمثل هذا الرجل قلب طيب وهو رجل خيّر كريم وملجإ لضعفاء الحال من طالبي الحماية في الحل والترحال. «صيدْ عڤارب» الولي الصالح الذي يوجد مقامه الرفيع بالمدينة هو حسب رواية الشيخ مقديش في كتابه نزهة الانظار : ابراهيم بن يعقوب بن فضل بن سباع الذوادي من أولاد صولة أخذ الطريقة عن الشيخ عامر بن جامع فشب على حب الخير والتقوى والصلاح ولا تعرف سنة وفاته إنما المحقق أنه من رجالات القرن الثامن للهجرة لأن الشيخ علي العبيدي الذي التقى به في القيروان وأخذ عنه «طريق القوم» كانت وفاته سنة 748 للهجرة. منذ قديم الزمان لا تنقطع زيارة هذا الولي الصالح من قبل أهالي المدينة أو بعض زوّاره من خارجها للتبرك خاصة وأن حفلات ختان الاطفال تمر بضريحه وجوبا وهي العادات التي دأب عليها أهالي مدينة عڤارب وبحسب نشرية مهرجان عڤارب للفروسية التي أعدتها جمعية المهرجان أن «العروش» قديما وإثر موسم الحصاد يبدأون في زيارة هذا الولي الصالح للتبرك وإعداد الولائم منذ بداية الاسبوع حتى يوم الخميس حيث تقام الافراح وتذبح الذبائح وتقيم العائلات وتتوحد العروش وتنظم مسابقات الفروسية قرب ضريح هذا الولي الصالح في شكل زردة تشارك فيه العروش (التجمعات السكانية المتجاورة) ومنذ ذلك الوقت بدأت الزيارة تأخذ طابعا رسميا الى أن تحولت سنة 1958 الى مهرجان للفروسية تشرف عليه لجنة مختصة حتى أصبح الآن من أعرق المهرجانات وأقدمها في تونس ببلوغه الدورة الخمسين ولايزال يحافظ على خصوصيته التي انطلقت من ضريح صيد عڤارب حيث لاتزال الحضرة حاضرة الى الآن ليلة كل جمعة خلال المهرجان حيث يقبل الاهالي للتبرّك والاحتفال بساحة الضريح بأعداد كبيرة شيبا وشبابا.
