بعد أن تمت تسوية ملف الأمجد الشهودي بين النادي البنزرتي والنجم الساحلي وديا بجهد ووساطة من جامعة كرة القدم انقدحت شرارة أزمة أخرى بين النجم الساحلي وشبيبة القيروان. فالفريق الثاني يتهم الفريق الأول باختطاف لاعبيه الشبان والانتفاع بخدماتهم بمقابل زهيد لا يرقى الى حجم ما أنفقته الشبيبة أو الى ما سينتفع به النجم على مستوى النتائج من خلال اضافة اللاعب ثم التفريط فيه الى ناد أوروبي بمبالغ مالية كبيرة. «الشروق» استضافت طرفي الأزمة ليعرضا وجهتي نظرهما وما يملكانه من حجج لتدعيمها. هيئة الشبيبة تضع النقاط على الحروف: نحن نكوّن والنجم يستثمر عرفت العلاقة بين الشبيبة والنجم الرياضي الساحلي بعض التصدّع والتوتر في الفترة الأخيرة بسبب بعض التصريحات التي حملت الكثير من الاتهامات من هذا الجانب وذاك.. مسؤولو الشبيبة طالبوا هيئة النجم بمستحقات متخلدة بذمتها (100 ألف دينار) الخاصة بمنحة تكوين حمزة المهدواني ومهنّد المثناني. مطلب الشبيبة قوبل بمماطلة من أهل القرار في النجم الذين طالبوا بحلّ المسألة وديّا مقابل تمكين الشبيبة من 50 ألف دينار فقط.. لأن النجم لم يستفد من خدمات المهدواني والمثناني اللذين عاد للشبيبة بعد فسخ عقديهما.. هذا الموقف جعل هيئة العلويني تلتجئ الى الجامعة التي أنصفتها بعد القرار الذي صدر عن لجنة النزاعات والقاضي بتمكين الشبيبة من مستحقاتها، إلاّ أن إدارة النجم وصلت مماطلتها ولم تستجب الى الآن لقرار لجنة النزاعات. الشرارة الأولى هذه النقطة كانت بمثابة الشرارة الأولى للخلاف بين هيئتي الشبيبة والنجم. كما استغل بعض الصائدين في المياه العكرة. هذه المسألة لتعميق المشكلة بين الجارين التي كانت تكبر كل يوم وتتعاظم مثل كرة الثلج وبدأ الحديث عن عمليات قرصنة واستفادة النجم على مرّ المواسم من أبناء الشبيبة في اطار من الابتزاز والاستغلال.. وجاءت من جانب النجم التصريحات المعاكسة.. وتطوّرت المشكلة بين الناديين لتصبح شبه أزمة على نطاق أوسع. والدليل أن النجم الساحلي لم يمكن الشبيبة من أي لاعب هذا الموسم رغم رغبة عديد اللاعبين في الانضمام «للجي.اس.كا» بحكم قرب المسافة بين سوسةوالقيروان. ويتواصل مسلسل الهروب.. نفس الطريقة التي غادر بها اللاعب محمد أمين الشرميطي الشبيبة في اتجاه النجم تتكرّر مع المهاجم أمير اليعقوبي (18 سنة) وهو لاعب واعد ويتمتع بمؤهلات فنية طيبة الى جانب السرعة وتسجيل الأهداف. صناع القرار في الشبيبة رفعوا الفيتو في وجهه وأشعروه بضرورة العودة وامضاء العقد مع فريقه الأم.. لكن اليعقوبي أبدى اصرارا على عدم الرجوع وتمسك بالبقاء في النجم وهو يتدرب الآن مع فريقه الجديد في انتظار تسوية الوضعية للالتحاق رسميا بفريق جوهرة الساحل.. إدارة الشبيبة رأت في هذا الموقف من مسؤولي النجم وتصرف اللاعب تجاوزا وتعدّيا، فقرّرت رفع شكوى الى الجامعة التونسية لكرة القدم دعمته ببعض الوثائق التي تؤكد أنها وفرت للاعبها أمير اليعقوبي ما يحتاجه أي لاعب محترف حسبما ينص عليه قانون الاحتراف.. لكن اللاعب تمرد بعد إغرائه من النجم الساحلي. الالتجاء إلى «الفيفا» مصدر مسؤول في هيئة الشبيبة أكد ل«الشروق» أن «الجي.آس.كا» ستكون مضطرة للالتجاء الى الجامعة الدولية لكرة القدم «الفيفا» للدفاع عن حقوقها. وقد بدأت اللجنة القانونية في هيئة الشبيبة في اعداد ملف خاص بهذا اللاعب حتى لا يتكرّر سيناريو الشرميطي وبالتالي تجبره على العودة الى فريقه الأم وإمضاء العقد لتستفيد من خدماته ثم تفرط فيه في الوقت المناسب لما فيه مصلحة اللاعب ومصلحة الجمعية. من المسؤول..؟ ملف هروب أبرز اللاعبين عن حضيرة الفريق لا بدّ أن يعالج بنزاهة ومصداقية وجرأة.. لأن هنالك من يتحدث عن مصلحة بعض الأطراف في خروج أي لاعب شاب.. كما أن الموضوعية تحتم أن نقول أن الهيئة تتحمل من جانبها الجزء الأكبر من المسؤولية بحكم العرض المادي الهزيل الذي تقدمه للاعب الشاب مقابل حصول بعض أشباه اللاعبين المنتدبين على امتيازات مادية كبيرة وأضعاف أضعاف الراتب.. وقد علمت «الشروق» أن الهيئة اقترحت على اليعقوبي (300 دينار) مقابل امضاء عقد مدته 5 سنوات على غرار لاعبين آخرين من صنف الأواسط لكن اللاعب رفض.. وتواصلت المفاوضات مع والد اللاعب لاقناعه بضرورة قبول العرض قبل أن يتدخل النجم الذي استغل الفرصة وقام باحتضان اللاعب وإغرائه.. والد اليعقوبي: عرض الشبيبة غير مشجع «الشروق» اتصلت بوالد اللاعب أمير اليعقوبي للتعرف على موقفه بخصوص تصريحات بعض مسؤولي الشبيبة.. والسبب الذي جعل ابنه يختار النجم الساحلي فقال: «أنا منزعج جدّا للتصريحات التي أدلى بها بعض مسؤولي الشبيبة، إنهم بحق يغالطون الأحباء.. لقد قدّموا عرضا هزيلا (300 دينار) كراتب شهري دون وجود أي امتيازات أخرى، طلبت منهم تحسين الراتب (500 دينار فقط)، لكنهم ماطلوني ثم رفضوا.. الآن ابني بلغ 18 سنة وهو حرّ في اختياراته ولا أستطيع الضغط عليه بعد أن انتظرنا ردّا لم يأت من أهل القرار في الشبيبة.. فتدخل النجم الساحلي وأبدى رغبة في انتداب ابني وقدم عرضا مناسبا.. والموضوع الآن على طاولة النقاش بين هيئتي الشبيبة والنجم. مفاوضات النجم نجح في الانتدابات التي قام بها من الشبيبة والتاريخ يؤكد ذلك.. وآخر صفقة للنجم هي صفقة المهاجم محمد أمين الشرميطي التي وفرت المليارات لفريق جوهرة الساحل ومازالت تغنم من هذه الصفقة الهامة بعد تحوله من هرتا برلين الى اتحاد جدّة في شكل اعارة تم التفريط فيه للفريق السويسري. وهو ما وفر للنجم 20٪ من الصفقة الجديدة أي ما يقارب المليارين.. لذلك تمسك القائمون على شؤون النجم بانتداب موهبة جديدة اسمها أمير اليعقوبي لأنها من إنتاج «علامة» مميزة ومدرسة عريقة في انجاب المواهب هي طبعا شبيبة القيروان.. وآخر الأخبار التي رصدتها «الشروق» تؤكد دخول هيئة النجم في مفاوضات جدية مع نظيرتها في الشبيبة من أجل انتداب اليعقوبي وغلق هذا الملف نهائيا دون أي تدخل من أي أطراف أخرى.. موقف الشبيبة صناع القرار في الشبيبة يرفضون الطرق الملتوية والاغراءات أو الضغوطات ويرحبون بالجلوس على طاولة واحدة لمناقشة الموقف ومعالجة الملف، والوصول الى حلّ يمكن أن يرضي الطرفين.. وفي هذا الاطار علمت «الشروق» أن هيئة الشبيبة اقترحت (300 ألف دينار) مقابل التفريط نهائيا في أمير اليعقوبي مع تسليم مبلغ (100 ألف دينار) كمستحقات متخلدة بذمّة النجم والخاصة بمنحة تكوين حمزة المهدواني ومهند المثناني.. المفاوضات في بدايتها وأكيد أن الحلّ سيأتي خلال الأيام القليلة القادمة.