انتشرت في تونس محلات توفر للأطفال ألعابا إلكترونية عبر الأقراص المضغوطة والانترنات وهذه الألعاب في ظاهرها تسلية وترفيه ولكن في باطنها مضار بلا حصر. ويحذر الاخصائيون في علم النفس وعلم الاجتماع من خطورة هذه الألعاب التي تحرّض على العنف فالدكتور المنصف المحواشي (الأخصائي في علم اجتماع التربية والأسرة) ذكر أن محتوى الألعاب الالكترونية فيه تنشيط لكل حواس ورغبات وميولات الطفل لتبرز مشكلة تبعية الاستهلاك والادمان والرغبة في التحطيم والتكسير وبالتالي التحريض على العنف، كما أن من بين السّموم المنبعثة من هذه الألعاب تلك التي تهدّد النسيج الاجتماعي فالطفل يتحرّك في مساحة افتراضية غير حقيقية وبمجرد الانسياق وراء عالم خيالي تصبح صور الأبطال وحركاتها التي يشاهدها في الألعاب ماثلة أمامه في مخيلته لا تفارقه وهذا قد ينتج عنه اضطراب في النوم وتوتر عصبي وذهني. بالاضافة الى أن الألعاب الالكترونية (خلافا للألعاب الجماعية الأخرى) تؤسس للعزلة والفردانية فالطفل يعيش وينشأ وحده بعيدا عن تجربة الجماعة. ويؤكد الدكتور المنصف المحواشي على أن شخصيات الألعاب تبدو غريبة من حيث شكلها ولغتها على الطفل وعلى ثقافته مما يساهم في تشويش مخيلته وذاكرته الثقافية وتعزز الكسل الذهني فجاهزية الألعاب الالكترونية وما تتّصف به من تخمة مشهدية تنفّره من المطالعة وتقدّم له مادة كفيفة بلا مجهود قراءة أو تخيل أو بحث لتخلق جيلا مستهلكا. من جهته يحذّر الدكتور عماد الرقيق من أن الادمان على الألعاب الالكترونية قد يحرض الأطفال على العنف والانحراف وقد يخلف لديهم اضطرابات نفسية ومضار بلا حصر ولكن الأولياء للأسف لا يقدرون حجم هذه التأثيرات. وإزاء هذه السموم والمضار المنبعثة من الألعاب الالكترونية يدعو المختصون الى تدعيم المراقبة على محتوى الأقراص المضغوطة ومحلات الألعاب الالكترونية خاصة ونحن على أبواب موسم دراسي جديد إذ يكون الحيّز الزمني المخصّص للّعب على حساب الدراسة والمراجعة. كما ينبغي على الأولياء تخليص الأطفال من هذا «الغول» الذي ينخر كيان المجتمع بدافع التسلية والترفيه. كما يجب العمل على تنويع أنشطة الأطفال وترغيب المطالعة لديهم.