قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ، وَاقْرَؤوهُ، وَارْقُدُوا، فَاِنَّ مَثَلَ الْقُرْآنِ وَمَنْ تَعَلَّمَهُ فَقَامَ بِهِ، كَمَثَلِ جِرَابٍ مَحْشُوٍّ مِسْكًا يَفُوحُ رِيحُهُ كُلَّ مَكَانٍ، وَمَثَلُ مَنْ تَعَلَّمَهُ فَرَقَدَ وَهُوَ فِي جَوْفِهِ، كَمَثَلِ جِرَابٍ أُوكِيَ عَلَى مِسْكٍ) (رواه بن ماجة حديث حسن). هذا الحديث النبوي واحد من عدّة أحاديث أخرى يحثّ فيها النبي الكريم على قراءة القرآن وتعلّمه, كيف لا وهو كلام الله جلّ علا و آيته الكبرى, ومعجزته الخالدة العظمى, وحجته البالغة, وكلمته الدامغة, ونوره الساطع , وضياؤه الرائع, وهو الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه. ذلك أن من تعلّم القرآن وحفظه وارتوى من معينه الصافي والتزم به وعمل بأوامره ونواهيه هو مثل الوعاء الذي وضعت فيه المسك ففاح عطرا وخرجت منه رائحة ذكية طيبة عمّت كل الأرجاء يشمها صاحبه ويشمها الناس فيستحسنونها.ثم يزيد النبي في بيان فضائل القرآن الكريم فيشبه من قرأ القرآن وتعلمه ونام به بالوعاء المملوء مسكا ثم أغلق باحكام فكيف يكون عبق رائحته ولهذا حثنا الرسول الكريم على قراءة القرآن عند النوم فهو الحصن الحصين للنفس من وسوسة الشياطين وعند غفلتها , وهو الراحة والطمأنينة للانسان من تعب الحياة ومشاكلها قال صلى الله عليه وسلم (ان القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد فقيل يا رسول الله وما جلاؤها فقال تلاوة القرآن وذكر الموت) .لذا فمن واجب كل مسلم في هذا الشهر الفضيل أن يستغل هذه الأوقات المباركة في قراءة القرآن ومدارسته اقتداء بما كان يفعله النبي عندما كان ينزل جبرائيل عليه السلام فيدارسه القرآن. مع التذكير ببعض الآداب التي يجب على قارئ القرآن أن يتحلى بها : من حرمة القرآن ألآ يمسه الانسان الآ طاهرا وأن لا يقرأه الآ طاهرا. من حرمته أن يستقبل القارئ القبلة عند القراءة والتلاوة. من آدابه أن يقرأه على تؤدة دون تعجيل ودون تحريف. من آدابه أن يستعمل فيه عقله حتى يفهم أوامره ونواهيه. من آدابه أن يقف على آيات الوعد فيرغب الى الله ويسأله من فضله وعلى آيات الوعيد فيستجير بالله منها. من حقوق القرآن أن يؤدي لكل حرف حقه من الأداء حتى يبرز الكلام باللفظ تماما فان لكل حرف عشر حسنات. من حرمته ألا يقرأ في الأسواق ولا في مواطن اللغو ومجمع السفهاء. ومن حرمته أن ينصت اليه عند تلاوته ( واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون ) .