أسبوع واحد فقط يفصلنا عن العودة المدرسية وقبلها ايام قلائل تفصلنا عن العيد عيد الفطر بما يعنيه من تفاصيل من ملابس جديدة وحلويات ومصاريف للنزهة وأخرى للمهبة وعودة مدرسية بما تعنيها من ميدعات وكراسات وكتب وغيرها من الأدوات الأخرى التي قد لا تقل تكلفة التلميذ الواحد فيها عن عشرات الدنانير... تصدى لها بعض التونسيين كل على طريقته بعضهم قسط عملية الشراء طيلة العطلة الصيفية وآخرون توجهوا نحو التداين البنكي في حين خيّر البعض الشراء بالجملة بالنسبة الى الأدوات المدرسية للحصول على الجودة بأسعار معقولة. اكتظت الطريق إليها منتصبون هنا وهناك بضائع على كل شكل يمكن أن يطلق عليها أنها أشبه ب«حليب الغولة» من الأواني البلاستيكية الى البلورية مرورا بمواد التنظيف وأقلام الزينة على الجانب الأيمن للنهج الشهير بكونه نهج الزوالي يوفر كل شيء بأقل الأسعار وبالجملة ايضا هنا وفي هذا النهج وجد الكثير من التونسيين ضالتهم المنشودة للتحكم في مصاريف العودة المدرسية التي سيأتي موعدها هذا العام مميزا جدا باعتباره متوازيا مع مصاريف رمضان والعيد والاصطياف 'هنا حيث باعة الجملة و التفصيل للكراسات والأدوات كان السيد رؤوف سائق سيارة لواج يسير بخطى ثقيلة محملا بصندوق من الكرتون احكم غلقه. السيد رؤوف أب لثلاثة اطفال كبيرهم نجح في مناظرة النوفيام مؤخرا تحدث ل«الشروق» بالقول: «نظرا الى كون متطلبات السنة الحالية ستكون كالعادة كراريس عدد 48 صفحة و72 فإني سأجد نفسي مضطرا لشراء كمية لا تقل عن 25 كراسا لاطفالي الثلاثة من كل صنف طيلة السنة الدراسية لذلك فإني الجأ كل عام لباعة الجملة لاقتناء هذه المواد خاصة الكراسات اذ يعتبر سعر المجموعة من 24 عددا منخفض الثمن مقارنة باقتنائها من المكتبة وفي وجود 3 اطفال في البيت ستكون الفاتورة لدى المكتبة مرتفعة جدا استغللت فرصة وجودي في العاصمة للتسوق قبل انقضاء أيام رمضان اذ اني من متساكني ولاية سليانة». تشارك في المصاريف داخل احد المحلات امتدت يد السيدة هالة الموظفة الى الرفوف تختار من الاصناف الموجودة والمعروضة كراسات من مختلف الاحجام واقلام رصاص واقلام زينة واقلاما للحبر الجاف كلها من صنف الجملة تخالها للوهلة الاولى صاحبة مكتبة جاءت للتسوق وهي تحاول جاهدة مساومة البائع والمطالبة ببعض التخفيضات الضرورية وبالفاتورة المفصلة السيدة هالة أم لطفلين لكن ما كانت تقتنيه قد يكفي لأكثر من 5 تلاميذ ابتسمت لتعليقها بالقول : «هم فعلا عدة تلاميذ ابنتي وابني في السنتين الرابعة والسادسة وابناء اخي الثلاثة تلاميذ في الاعدادي وشقيقتي لها طفلة وحيدة تدرس بالسنة الرابعة مجموعهم تبارك الله ستة واقتناء المواد المدرسية من المكتبة قد يكلفنا ضعف ما سأدفع الان ثم ان التسوق من الفضاءات التجارية الكبرى امر مستحيل بوجود الاطفال وبوجود اسعار رهيبة للكرسات مثلا حين اقتني علبة بالجملة للممحاة او اقلام الرصاص فان سعر التفصيل للقطعة قد لا يتجاوز 150 مليما في مقابل ممحاة يقال انها رفيعة المستوى سعرها بلغ الدينارين في احد الفضاءات, لذلك اتفقت واخي وشقيقتي على اقتناء المواد من محلات الجملة ومن ثم اقتسامها فيما بيننا واقتسام تكاليف شرائها لقد اقتنيت الكثير من الاشياء والفاتورة لم تبلغ بعد ثمانين دينارا للستة تلاميذ ولو ذهبت لفضاء تجاري لكانت هذه الفاتورة خاصة بتلميذ واحد». رحمة للزوالي واضافت : «انا اعتبر ان هذه المحلات رحمة للزوالي وللموظف يلجأ اليها ليتمكن من التحكم في المصاريف وهي الحل الانسب» تسكت محدثتنا لتدفع الفاتورة وهي تنادي على زوجها ليرفع الصناديق وينقلها الى السيارة ومن ثم لتضيف ليست المرة الاولى التي نلجأ فيها لمثل هذه الحلول فهذا الموسم الدراسي الثاني الذي أتشارك فيه مع العائلة لمواجهة المصاريف وذلك بنصيحة من احدى زميلات البنك حيث اعمل لقد اطلعتني على هذا المكان الذي تتسوق منه كل موسم دراسي رفقة باقي الزملاء وانا كمواطنة لا أحتكم وزوجي الا للمرتب الشهري وليست لنا مداخيل اضافية لذلك فهو رحمة و«كل قدير وقدرو» مادام اطفالنا صغارا ولا يجبروننا على التسوق من المغازات التي بالغت صراحة في تلك الاسعار المعروضة حيث ان سعر قلم ازرق للكتابة رأيت ثمنه بأم عيني ولم اصدق 4750 مليما فهل يعقل هذا؟ مخالف للقانون لكنه ضرورة للمواطن لم يقبل بالتحدث الينا الا بعد إلحاح طويل ووعد بعدم ذكر اسمه او محله البائع كان محرجا من وجودنا داخل المكان خوفا ان تكون لنا علاقة بالمراقبة قال بكلمات مقتضبة : «البعض يعتبره مخالفا للقانون اعتبارا لكوننا محلات مخصصة للبيع بالجملة وهذا معناه اننا لا نبيع الا لتجار التفصيل الذين يستضهرون لنا «بالباتيندة» لكن ماذا يفعل الزوالي بصراحة نضطر للبيع للمواطن العادي لكن بضائع بالجملة وصناديق تحتوي مثلا على 24 كراسا من نفس النوع او علب ذات 20 قلما باسعار الجملة بالتأكيد وهذا الامر تحول عادة لدى التونسي الذي اضحى يتشارك حتى مع جاره للتسوق بخصوص الادوات المدرسية وبالتالي توفير ما يقارب 30 في المائة من تكلفتها , انا كأب وكرّب اسرة أراه موضوعا هاما جدا فالمصاريف كثيرة والدخل واحد حتى وان خرج الوالدان معا للعمل». هكذا كان حال السوق والمحلات التي تنشط خلال هذه الفترة من العام حركية في كل الاتجاهات واساليب عدة يلجأ اليها التونسي اليوم ليضفر بحلول مرضية ولو كانت وقتية ليواجه المصاريف بعد صيف ورمضان حافلين بالدفوعات.