تعوّد أولياء التلاميذ ومع كل عودة مدرسية على دفع خمسة دنانير وفي اعتقادهم أنها بعنوان التأمين على الحوادث لأن إدارات المدارس تقول لأبنائهم إنها فعلا للتأمين لكن مع مطلع هذه السنة الدراسية اكتشف بعض الأولياء أن المبلغ المدفوع يذهب إلى أشياء أخرى لا علاقة لها بالتأمين أصلا إذ كتب على الوصولات: 2000 - ترسيم ثم 3000 المدرسة!! وإضافة إلى هذا الغموض هناك غموض آخر فالوصولات ليست تابعة لوزارة التربية وإنما لجمعيات العمل التنموي فما دخلها إذن في تأمين تلاميذ الأساسي وفي ترسيمهم؟! ونختم بهذا الغموض الثالث وهو أن الوصولات لا تحمل إمضاء أمين المال ولا إمضاء رئيس الجمعية رغم تخصيص خانتين لذلك... ولا تحمل خاتم الجهة التي قبضت المال من التلاميذ... فهل من توضيح يا وزارة التربية؟! صاحب ابن عبّاد؟ على احدى اللافتات المثبتة بحظيرة مترو المروج كتب عنوان احدى الشركات المساهمة في الإنجاز فقرأنا «... نهج صاحب ابن عبّاد...»! أما المقصود فهو «الصاحب ابن عبّاد» الذي شغل منصب وزير في عهد الملك «مؤيد الدولة بن بويه البويهي» ثم في عهد فخر الدولة شاهنشاه البريمي (أسندت له الوزارة سنة 367ه) وسمّي الصاحب لأنه صاحب الملك مؤيد الدولة منذ الصّبا... فهل رأيتم الآن أنه «الصاحب» وليس «صاحب جمال المالكي» مثلا أو صاحب صاحبي؟! طلب غريب في اليوم الأول من العودة المدرسية وفي خاتمة الحصّة طلبت احدى المدرسات من تلاميذها (السنة السادسة من التعليم الأساسي) ألاّ يعودوا في اليوم الموالي إلا وقد حفظ كل واحد منهم احدى محفوظات الموسم الدراسي الماضي!! ويبدو أن هذه المدرسة إمّا قد سبقت عصرها وإما لا تعيش في هذا العصر فهي لا تعلم أن كتب وأدوات الموسم الماضي صارت في خبر كان منذ 30 جوان الماضي وأن بعضها صار قراطيس للحمص واللوز و«القلوب» وأن البعض الاخر جمع في أكوام وأحرق بالنار تماما مثلما تفعل بعض البلديات عندما تتكدّس عندها النفايات وهي لا تعلم أن جيل تلاميذ اليوم لا يتذكّرون ما أكلوه البارحة فهل تريد منهم أن يتذكروا ما حفظوه في الموسم الدراسي الماضي؟! «على بعضو»؟! الماء المعدني أنواع ولكل نوع سعر وهذا يدخل إما في قيمة الماء في حدّ ذاته وتكاليفه وإما في باب المنافسة... هذا كلّه مفهوم لكن ما لا نفهمه هو لماذا يبيع تجّار التفصيل كل أنواع الماء بسعر واحد؟! صحيح أن هذا المنتج غير مسعّر لكن ليس من المعقول أن لا يختلف هامش الربح رغم اختلاف سعر الشراء. بدينار ودائما مع العودة المدرسية لنلاحظ هذه المرّة اتساع رقعة التجارة الموازية بحيث تعرض مختلف الأدوات المدرسية على قارعة الطرقات وبأسعار لا تقبل المنافسة... نعم بدينار تشتري لوحة ومعها قلم الحبر السائل الخاص بها وبدينار تشتري حزمة بها حوالي 10 وحدات من «السكوتش» وبدينار تشتري 10 غلافات ملونة وبدنيار تشتري علبة أقلام زينة وبدينار تشتري علبة أقلام حبر التلوين وباختصار حتى حليب الغولة فهو بدينار في هذه الأسواق!! قد يقول بعضكم ما دخلي أنا في هذه الأشياء التي ترحم «الزوّالي» الذي يجد الفرق شاسعا بين «الدينار» أو بالأحرى «بودينار» وبين ما يوجد في المكتبات... لكن مهلا.. فالزوالي سيكتشف بسرعة أن كل ما اشتراه من النوع «جوتابل» أي لا يصلح إلا لاستعمال واحد إضافة إلى أن مصدره مجهول وقيمته مجهولة وجودته أكثر من مجهولة..! شمّوا رائحة العيد بعيني رأيت ملابس أطفال قبل رمضان تعرض في واجهات المحلات بأسعار قد تكون معقولة رغم أني لم أقتنع يوما بأن تلك الأسعار حقيقية... وبعيني رأيت كيف تضاعفت تلك الأسعار بعد أسبوع واحد من حلول شهر رمضان وبقدرة قادر أصبحت العشرون دينارا أربعين وأصبحت الثلاثون ستينا.. والأربعون ثمانين... وهكذا دواليك؟! وفي النهاية هل أن تجار الملابس أقل من غيرهم؟! فقد ضرب كل التجار ضربتهم منذ اليوم الأول من الشهر «الكريم» فلماذا لا يضرب هؤلاء ضربتهم أيضا؟! إنّ المواطن الذي دمّرته سهام التجار والعودة المدرسية وفواتير الماء والكهرباء التي لم تجد أي وقت لتنزل فيه سوى رمضان لا أظنّه سيؤلمه المتبقي. رضد: جمال المالكي للتعليق على هذا الموضوع: