بعد أن هبّت رياح التغيير على تركيبة الاطار الفني للشبيبة وشملت مدرب الحراس والمعد البدني ومساعد المدرب وكذلك مدرب الفريق بقدوم سفيان الحيدوسي مكان الحبيب الماجري للاشراف على المقاليد الفنية لزملاء لسعد الورتاني حصلت الرجة النفسية منذ أول مصافحة للجهاز الفني مع الفريق من خلال تحقيق أول انتصار منذ انطلاق البطولة على حساب النادي الافريقي. الفوز الأول للشبيبة على فريق باب الجديد كان بحق مؤثرا على جميع الواجهات بحكم أزمة النتائج وأزمة الانضباط وأزمة التسيير التي عاشها الفريق في بداية هذا الموسم. ومن حسن حظ الهيئة المديرة التي أجبرت على تغيير الماجري ان تحقق الفوز على النادي الافريقي وهو ما لم يكن متوقعا بحكم الوضعية الصعبة والمشاكل الداخلية التي كان يعيشها الفريق إلى جانب الانقسامات والخلافات الكبيرة بين بعض أعضاء الهيئة المديرة، لذلك فإن الفوز على فريق باب الجديد لا يمكن أن يحجب بعض المشاكل التي مازالت تتخبّط فيها الهيئة التي انطلقت في الموسم الفارط باجتماع ضمه أكثر من تسعين نفرا في الهيئة الموسعة، وكانت الاجتماعات دورية وبصفة منتظمة، لكن هذا الموسم لم تقم الهيئة بأي اجتماع ولم نر الأسماء الفاعلة والمؤثرة التي ساهمت في انجاح مسيرة الشبيبة في الموسم الفارط. بين الكم والكيف ومثلما ان الرصيد البشري يكون أفضل على مستوى الكيف ولا الكم بالنسبة الى اي مدرب، فإن ذلك ينطبق أيضا على الهيئة المديرة فلا فائدة في اعتقادنا من كثرة الأسماء غير القادرة على الفعل والتمويل وايجاد الموارد للجمعية ودعمها بشتى الطرق وبالتالي المساهمة الفعلية في دفع عجلة الفريق نحو الأفضل لأن الاحتراف هو أموال قبل كل شيء.. والشبيبة في حاجة مؤكدة إلى رجال الأعمال وكل أبنائها وهم كثيرون للمساهمة من موقعهم في نهضة الفريق لأن المال قوام الأعمال.. لذلك فإن الهيئة مطالبة بالاسراع لايجاد الحلول الكفيلة لانقاذ خزينة الجمعية لا ببيع اللاعبين والتفريط في أبرز المواهب الشابة، وإنما بلمّ الشمل وتشريك كل الأطراف المؤثرة والفاعلة في مسيرة الجمعية، لأن عزوف عديد الوجوه البارزة عن تقديم المساعدة مثل الموسم الفارط قد لا يخدم مصلحة الشبيبة هذا الموسم، وهذا لمسناه من خلال الضائقة المالية التي مرت بها الهيئة في الفترة الأخيرة مما جعلها تفرط في بعض اللاعبين بأثمان بخسة وغير معقولة على غرار ثنائي كرة اليد أيمن السلامي وحمدي الدخيلي لفريق مكارم المهدية بمبلغ 40 ألف دينار ولاعب المنتخب الوطني لكرة السلة عاطف ماوة للنجم الرياضي الساحلي مقابل 40 ألف دينار وأخيرا وربما ليس آخر المهاجم أمير اليعقوبي الذي وقع التفريط فيه أيضا خلال الساعات الأخيرة من الميركاتو الصيفي للنجم الساحلي مقابل 125 ألف دينار.. وذلك لحلّ مشاكل صرف مستحقات اللاعبين وبعض المصاريف الأخرى. لا للتفريط في الشبان الأحباء عبروا عن استيائهم وغضبهم للتفريط في هؤلاء اللاعبين من أجل فكّ الأزمة المالية التي تتخبّط فيها الجمعية، وفي اعتقادنا فإن الحيلة في إيجاد حلول بديلة عن بيع اللاعبين لأن هذه السياسة التي تسلكها الهيئات المديرة المتعاقبة فاشلة ولا تسمن ولا تغني من جوع.. لأن مثل هذه الصفقات الهزيلة لا يمكن أن تغيّر شيء من الوضع المادي للشبيبة.. فماذا فعل صنّاع القرار في الجمعية من صفقات بعض اللاعبين مثل نادر الغابي وحمزة السلامي وزهير الذوادي ومحمد أمين الشرميطي وأخيرا أمير اليعقوبي غير حلّ بعض مشاكلهم اليومية.. فالمائة ألف دينار الذي تتحصل عليها الهيئة مقابل التفريط في موهبة شابة واعدة يجمع كل الفنيين والمدربين الذين أشرفوا على تكوينه على مؤهلاته وامكانياته العريضة فنيا وبدنيا يتحصل عليها أحد المنتدبين الفاشلين الذين من المفروض أن يكون قد أحيل على التقاعد الكروي وذلك في موسم واحد (لا يقل عن 50 ألف دينار منحة انتاج مع راتب شهري لا يقل عن ألف دينار إلى جانب الامتيازات الأخرى).. فلماذا التفريط بسهولة في هذه المواهب وتعويضها بعشرات اللاعبين المفلسين..؟ ولماذا لم تفرط إدارة النادي البنزرتي في أبنائها الشبان رغم عديد الاغراءات حيث رفض رئيس الجمعية سعيد لسود (500 ألف دينار) مقابل التفريط في أحد اللاعبين مثل وجدي الجباري أو ايهاب المباركي أو البراطلي أو الحارس فارق بن مصطفى والقائمة طويلة؟ أسئلة محيرة يتداولها الشارع الرياضي في القيروان.. فمتى يقع ايقاف نزيف التفريط في اللاعبين الشبان الذين يقع اصطيادهم حتى قبل التحاقهم بصنف الأكابر؟ ومن يتحمل المسؤولية خاصة وأن نفس الأخطاء تتكرّر كلّ موسم؟ نتمنى عدم التعلل بالظروف المالية لأن الشبيبة ليست في حاجة لمسيرين ينتظرون بروز لاعب لحل مشاكلهم المادية ولو على حساب مستقبل الفريق وامكانياته البشرية.