لا أحد يعتقد من سكان مدينة سوسة أو زائريها بأن اشهر شوارعها وشواطئها يحمل اسم علم ولد بقرية نائية تابعة لمعتمدية السرس من ولاية الكاف. فهذا العلم هو أبو جعفر الاربسي أصيل قرية الاربس الذي عرف بصلاحه وبركاته والذي جالس خلال استقراره بجوهرة الساحل عددا من العلماء والفقهاء على غرار يحيى بن عمر الكناني المعروف بسيدي يحيى وأبي جعفر القمودي. خصاله وحياته تؤكد المراجع التاريخية ان أبا جعفر الاربسي السرداني كان يبرئ المعتل ويرجع الغائب ويقضي الحوائج فيما تؤكد المراجع التاريخية بأن له مكانة متميزة في مجال الدين والتقوى والعلم والمعرفة. انتقل من قريته الى مدينة القيروان وأخذ عن اعلامها ومثقفيها ثم تحول الى مدينة سوسة وشارك في احدى غزواتها الاغلبية لجزيرة سردينيا لذلك لقب أيضا بالسرداني وقد درس بسوسة على يحيى بن عمر الكناني الذي ترك لديهم مخطوطات لحفظها عنده في داره فنسخها بأكملها في فترة بقاء يحيى بن عمر بالعاصمة، كما جالس أبا جعفر القمودي وهو من أعز أصدقائه. وكان الرجلان لا يفترقان لمدة طويلة وهما مقبلان على العبادة والمرابطة وقد أوقف أبو جعفر بعد وفاته كل كتبه لطلاب العلم بسوسة. وفاته اعتل أبو جعفر الاربسي السرداني في آخر حياته، حتى أنه لم يبق في بدنه عضو سليم الا لسانه وعقله وبصره وتوفي في المحل المنعوت قديما بدار المشائخ يوم الجمعة غرة ذي القعدة سنة 323 ه الموافق للثالث من أكتوبر سنة 934م عن سن تناهز 80 عاما ودفن حذو قبة الرمل بالمكان المعروف اليوم بشاطئ بوجعفر. وحضر جنازته عدد من العلماء والمرابطين بالساحل والقيروان.