أكد الرئيس السوري بشار الأسد أمس سعي بلاده الدائم الى تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، مشددا على أهمية الدور التركي في اي مفاوضات سلام مع الجانب الإسرائيلي في وقت تسعى فيه باريس الى استغلال تحسّن علاقاتها مع دمشق لتحريك مسار السلام السوري الاسرائيلي. وجاء تأكيد الرئيس السوري لدى استقباله المبعوث الفرنسي الرئاسي لعملية السلام جان كلود كوسران أمس بهدف استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية. جهود فرنسية وقالت صحيفة «الوطن» السورية ان زيارة كوسران تأتي قبيل زيارة متوقعة للمبعوث الأمريكي الخاص بعملية السلام جورج ميتشل الى سوريا خلال هذا الاسبوع لإجراء محادثات مع الرئيس الأسد ووزير الخارجية وليد المعلّم حول جهود الإدارة الأمريكية الرامية الى تحقيق السلام في المنطقة. وقالت مصادر في دمشق إنه من المتوقع أن يضع ميتشل القيادة السورية في صورة المفاوضات المباشرة التي بدأت بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وسبل دعمها. وذكرت مصادر فرنسية رسمية ل«الوطن» أن زيارة كوسران تهدف إلى مناقشة إمكانية مساهمة فرنسا في تحريك المسار السوري. وقالت إن الديبلوماسي الفرنسي سيلتقي عددا من المسؤولين السوريين خلال زيارته التي تستمر حتى يوم غد، وهي الأولى من نوعها منذ تكليفه من الرئيس نيكولا ساركوزي «إعداد مشروع وصياغة جملة من المقترحات تتعلق بسبل توفير الشروط المواتية لاستئناف المحادثات»، بين سوريا وإسرائيل. ولم يصدر في باريس أي إعلان رسمي عن جولة كوسران لأنه «حريص على العمل بهدوء بعيدا عن الإعلام حاليا»، وفق تعبير المصادر الفرنسية. وأشارت المصادر الفرنسية إلى أن كوسران أجرى مشاورات في إسرائيل، وكشفت عن أن «دمشق لم تصر على أن يزورها قبل غيرها». وذكرت المصادر أن كوسران سيزور تركيا أيضا، وقالت إن باريس تدرك تماما أن دور أنقرة أساسي ولا يمكن تجاوزه في المحادثات السورية الإسرائيلية، وأن دور الولاياتالمتحدة أيضا «مركزي» ولكن في الوقت نفسه تعتبر باريس أنه بإمكانها التحرك على خط المحادثات بالاستفادة من علاقاتها الجيدة مع كل من سوريا وإسرائيل. وأوضحت المصادر أن مهمة كوسران ليست «الوساطة» بين الطرفين بل رؤية ما يمكن أن تقوم به فرنسا لتحريك المسار، وقالت إن «فرنسا تبدي منذ سنوات استعدادها للمساعدة في محادثات السلام على المسار السوري، ومن المهم جدا أن يخصص شخص مثل كوسران وقته لمهمة كهذه». وذكرت المصادر أن دمشق تلقت بترحاب قرار تكليف كوسران هذه المهمة، وهو السفير السابق في العاصمة السورية والديبلوماسي المحنك الخبير بقضايا المنطقة. ورجحت المصادر الفرنسية أن تكون جولة كوسران الأولى «استكشافية» للاطلاع على مواقف الأطراف، ومحاولة التفكير في الدور الذي يمكن لفرنسا أن تلعبه لتحريك المسار السوري الإسرائيلي إلى جانب أطراف أخرى ولاسيما تركيا. رؤية سورية ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مصدر رسمي مطلع قوله إن «الأسد عرض لكوسران رؤية بلاده في موضوع السلام والحرص السوري على تحقيق السلام العادل والشامل المبني على أسس قرارات الشرعية الدولية». وأكد الأسد «أهمية التنسيق مع تركيا في هذا الشأن من أجل البناء على ما تم التوصل اليه في المفاوضات غير المباشرة عبر الوسيط التركي». وأعرب الأسد عن تقديره للجهود التي تقوم بها فرنسا والرئيس ساركوزي بهذا الخصوص وعن أمله في رؤية تطوّرات حقيقية في عملية السلام رغم ان السياسات الاسرائيلية لا توحي بذلك.