بدأ الرئيس السوري بشّار الأسد أمس زيارة الى باريس تستمر ثلاثة أيام ينتظر ان يقدم خلالها نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي مقترحا ينص على استئناف محادثات السلام بين تل أبيب ودمشق يكون بديلا ل «وديعة رابين» وفق ما ذكرته مصادر اعلامية متطابقة. وقد وصل الأسد صباح أمس الى باريس في ثاني زيارة له للعاصمة الفرنسية منذ سنوات على رأس وفد رسمي يضم وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة بثينة شعبان. مباحثات ... وتأكيدات وسيجتمع الأسد مع ساركوزي اليوم الجمعة حيث تبدأ الزيارة بافطار عمل بدعوة من رئيس مجلس الشيوخ جيرار لاشيه قبل عقد جلسة محادثات مع ساركوزي في قصر الإليزيه على أن يلتقي الرئيس السوري نخبة من الصحافيين والباحثين الفرنسيين قبل عشاء عمل مع رؤساء مجالس ادارات الشركات الفرنسية المهتمة بالعمل في سوريا والشرق الأوسط. وعشية زيارة الأسد الى باريس أكد ساركوزي في حديث خاص مع صحيفة «الوطن السورية» ضرورة الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والثقافية بين سوريا وفرنسا الى مستوى الحوار السياسي الذي استؤنف بمبادرة منه عام 2008 بعد توليه رئاسة الجمهورية الفرنسية. وقال ساركوزي العلاقة القوية التي تجمع بلدينا يجب ان تترجم أكثر فأكثر على أرض الواقع. وأشار الى انه سيعمق الحوار مع سوريا وأن وزيرة الاقتصاد كريستين لاغارد ستزور دمشق قبل نهاية العام مشددا على أن الجميع يعرف ويعترف بمكانة سوريا في المنطقة. استعداد فرنسي وفي ما يتعلق بعملية السلام قال ساركوزي ان باريس مستعدة للمساهمة في محادثات السلام السورية الاسرائيلية التي رعتها تركيا ... وقال : مع الاتحاد الاوروبي وبالتنسيق مع تركيا يمكننا ان ندفع نحو استئناف المحادثات بصفة أو بأخرى وان نظهر للاسرائيليين والسوريين مع ما يتطلب من مصداقية أن التوصل الى حل في نهاية المطاف هو في مصلحتها. ودعا ساركوزي الى تنفيذ قراري مجلس الأمن 242 و 338 اللذين عدهما أساسا لمبدإ الأرض مقابل السلام. وفي سياق متصل قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة أمس ان ساركوزي عرض أفكارا على عباس لتحريك عملية السلام وذلك عقب لقائه مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان صرح أول أمس انه مستعد للقاء الأسد في أي مكان وأي وقت وفق ما نقله عن مسؤول اسرائيلي .. لكن تل أبيب نفت أمس ما تردد من أنباء بشأن رسالة وجهها نتنياهو الى سوريا عبر ساركوزي تضمنت الموافقة على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين على أساس حدود الرابع من جوان 1967.