إذا التقى ساكنان يُحذف ما سبق. على هذا نشأ لسان العرب وبه ينطق. والساكنان هنا هما مثنّى سكون. أمّا إذا التقى ساكنان (من السكن لا السكون) في التلفزة تُحذف الثقافة والمثقف. وفي هذه الحالة لا يهم إن كان الساكن في التلفزة «حارقا» وبدون أوراق هوية أو مقيما ب«الكنتراتو» مؤقتا، المهم أن هذه الاقامة ليست لوجه اللّه. وإنما في الحكاية «إن» أو فيها الواوات الثلاث «واو» حمدة بن التيجاني رحمه اللّه. و«واو» السبوعي في مسرحية الماريشال و«واوة» هيفاء وهبي في أحد كليباتها الموجهة إلى المجتمع البدني وبعيدا عن تحريك السواكن أقول: تابعت الساكنين الاثنين في التلفزة وهما السميران الوافي والوصيف في لقائهما الأخير على قناة حنبعل بالشاعر والمعني المنصف المزغني حيث أجاد الوافي بما في جعبته «بالوافي» وأجاد المزغني بما في جرابه الشعري والفني. وصب الوصيف ما في مزوده. وكان الوافي فتحة في المزمار والوصيف ساكنا في الدار والمزغني محذوفا. لا لوم عندي لا على الوافي إن جعل من فمه مزودا. ولا على الوصيف إن تأبط مزودا. وهو يصيح على فضاء بأنه لا يعرف في حياته شعرا ولم يصاحب شاعرا ولم يحفظ في عمره ولو بيتا واحدا من الشعر ولا يعرف «بيت الشعر» وإنما يسمع ب«بيت الشعرْ» ولا يعرف المزغني ولا أيا كان من فطاحلة الشعراء عربا كانوا أم عجما سوى بليغ حمدي وللناس في ما يعشقون ثقافة ودفع الله ما كان أعظم. وإلاّ لقيل إن حنبعل تلفزة أو «مزاودي» أيام زمان. ولكن لومي على المزغني كيف قبل الحضور و«تمزود» وتحدث الى من لا يعرف الشعر ولا لسان العرب ب«الشنوة» عفوا بالعربية القحة مما جعل السميرين يقطعان عليه النفس في المقطع الثاني من قصيد كان يلقيه ويغنيه. وهو لا يدري إن التقى سميران (الوصيف والوافي) يحذف المزغني حتى وإن كان يشعر ويغني والجمهور يردّ: «وا.. يا ههّه» ويسأل: «هكّة تعمل النجوم»!!؟