لئن استبشر الأولياء قبل انطلاق السنة الدراسية الجديدة بعودة الاعتماد على الكراس المدرسي صغير الحجم عدد «24» إذ يعتبرون أن مثل هذا الاجراء سيساهم في حلّ مشكلة ثقل المحفظة كما أن له عدّة مزايا أخرى الا أنهم اصطدموا بمجرّد عودة أطفالهم لمقاعد الدراسة برفض الاطار التربوي من معلمين وأساتذة العمل بهذه النوعية من الكراسات فلماذا هذا الرفض؟ وهل أن الكراس المدرسي صغير الحجم نعمة أم نقمة؟ هذا ما حاولت «الشروق» معرفته من خلال رصد انطباعات الاولياء والمعلمين. تحدثت السيدة منية (ن) أنها عمدت خلال الصائفة الى شراء أعداد كبيرة من الكراس المدرسي عدد «24» لتغطية طلبات أطفالها الأربعة وأقدمت على دفع حوالي 12 دينارا لكنها فوجئت برفض المعلمين لهذا الكرّاس لتجد نفسها مجبرة على تخصيص مبلغ آخر لتوفير كراس مدرسي بالمواصفات المطلوبة. ويقول السيد حاتم نويرة ساخطا «لا نعلم لماذا تم رفض كراس عدد 24 من طرف المعلّمين فهو حسب اعتقادي يخفض من تكاليف الأدوات المدرسية ويحل مشكلة ثقل المحفظة لأن هذه النوعية من الكراس تتميز بصغر حجمها». ويعتبر السيد سالم بن محمود أن الكراس المدرسي صغير الحجم غالبا ما يكون مصدرها السوق الموازية وبالتالي تتميز بنقص جودتها من حيث الورق. كما يشير السيد المنجي الى أن الكراس المدرسي عدد 24 نقمة فصغر حجمه يفرض على التلميذ تغييره واستبداله في اكثر من مناسبة وبالتالي تكون التكاليف والمصاريف اكثر على جيب الولي. وإذا كان الأولياء يختلفون في تقييم الكراس المدرسي صغير الحجم وتحديد مزاياه ومساوئة فما هو رأي رجال التعليم؟ يقر رجال التعليم أنهم يحرصون على الالتزام واحترام ما جاء في المنشور الوزاري الذي يحدّد كراسا مدرسيا بمواصفات معيّنة ويقول السيد رياض بلحسن (معلّم): «حسب اعتقادي الكراس صغير الحجم نعمة إذ يساهم في التخفيف من وزن المحفظة ولكن نسعى الى احترام قائمة الكراس المدرسي التي حدّدتها لنا الوزارة. أما السيد محسن الجويني (معلّم) فقد ذكر: «الكرّاس صغير الحجم لا يمكن له أن يحل مشكلة ثقل المحفظة وارتفاع وزنها، وفي نظري القضاء على هذا الاشكال يمرّ بالعودة الىالعمل بنظام المراوحة، ففي السابق كان التلميذ يدرس ساعتين ويعود الى المنزل للراحة وتغيير أدواته أما اليوم فإن التلميذ مجبر على البقاء لساعات طويلة ويدرس بصفة مسترسلة وهو مضطر بالتالي الى حمل كل أدواته المدرسية معه.