محفظات ملأى بالكتب والكراسات يضطر أطفالنا التلاميذ إلى حملها على ظهورهم كل صباح وقطع مسافات بعيدة في بعض الأحيان للوصول إلى المدرسة. ولكنها مليئة بالمخاطر أيضا. فثقل ما تحتويه المحفظة دفع العديد من الأولياء إلى التعبير عن تذمرهم إلى حدّ أن بعضهم اقترح استئجار «حمّال» لحمل محفظة ابنه الصغير. لكن ما هي التأثيرات الصحية لهذه المحفظات الثقيلة على أطفالنا؟ تلقي الآنسة مليكة باللوم على المعلمين الذين يفرضون على التلميذ الصغير حمل ما لا يقدر على حمله لتقترح تجميع المواد تقول: «أعتقد أنه وجب التقليل من عدد الكتب وعدد الكراسات المطلوبة فلا داعي لتشتيت المواد وتخصيص لكل منها كراس خاص بها لأن في ذلك ضررا على الطفل؟ ويؤكد السيد كمال الطرابلسي وهو أب مسؤول عن تربية أطفال أن ثقل المحفظة عاد بالضرر على صحة أبنائه يقول: «ثقل المحفظة يسارع بتمزقها وفي ذلك خسارة مادية للولي والأسوأ من ذلك أنه يؤثر سلبا على صحة الطفل... ابنتي التي ارتقت إلى السنة السابعة من التعليم الأساسي لاحظت أن ظهرها أصيب بالتقوّس؟ مثل هذا التقوس اشتكى منه أخوها الذي يصغرها سنا والذي يدرس بالسنة الرابعة من التعليم الأساسي. حقيقة أنا محتار ويشغلني صحة وسلامة أولادي وننتظر حلولا عاجلة وجذرية. السيد جميل من جهته طالب بايجاد حلول لمثل هذا المشكل يقول: «كثرة الكتب والكراسات لا تمثل ضررا على صحة الطفل فحسب بل مثل هذه الكثرة من شأنها أن تشتت فكره وتقلل تركيزه.. أعتقد أننا درسنا في السابق وتفوقنا في دراستنا دون أن نضطر لحمل مثل هذه المحفظات الثقيلة. **رأي الطب يبيّن الدكتور حاتم السنوسي وهو اختصاصي في أمراض المفاصل والعظام (الروماتيزم) أن الحمل الثقيل الذي يضطر الأطفال إلى حمله من شأنه أن يؤثر على النمو السليم للعمود الفقري وهو ما ينتج عنه اعوجاج على مستوى الظهر (تقوس الظهر) وإلى هذا فإن التلميذ قد يصل إلى القسم منهوك القوى متعبا فتقل درجة تركيزه ونسبة حضوره الذهني، أمام هذه المخاطر كان من الأجدر مراعاة صحة أطفالنا وتحديد مقاييس أساسية (أقصى وزن مثلا) قبل الحرص على اجبارهم على حمل ما لا تقدر أجسامهم اللينة على حمله. * ر ب