الخارجية الألمانية.. هجمات المستوطنين على مساعدات غزة وصمة عار    اكتشاف جديد قد يحل لغز بناء الأهرامات المصرية    رسميا.. سلوت يعلن توليه تدريب ليفربول خلفا لكلوب    قيس سعيد يُعجّل بتنقيح الفصل 411 المتعلق بأحكام الشيك دون رصيد.    سعيّد يأذن بتنقيح فصولا من المجلة التجارية    تضمّنت 7 تونسيين: قائمة ال101 الأكثر تأثيرًا في صناعة السينما العربية    تأجيل قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمي    أب يرمي أولاده الأربعة في الشارع والأم ترفضهم    خلال لقائها ببودربالة...رئيسة مكتب مجلس أوروبا تقدّم برنامج تعاون لمكافحة الفساد    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    القدرة الشرائية للمواكن محور لقاء وزير الداخلية برئيس منظمة الدفاع عن المستهلك    عاجل/ احتجاجات ليلية وحرق للعجلات في هذه الولاية..    وزير الفلاحة: المحتكرون وراء غلاء أسعار أضاحي العيد    دقاش: افتتاح فعاليات مهرجان تريتونيس الدولي الدورة 6    الديوانة تحجز سلعا مهربة فاقت قيمتها ال400 مليون    منوبة: إصدار بطاقتي إيداع في حق صاحب مجزرة ومساعده    خلال نصف ساعة.. نفاد تذاكر مباراة الأهلي والترجي في «نهائي إفريقيا»    Titre    الرئيس المدير العام للصيدلية المركزية: نسبة النفاذ للأدوية الجنيسة والبدائل الحيوية في تونس تناهز 55 %    معلم تاريخي يتحول إلى وكر للمنحرفين ما القصة ؟    القبض على عنصر إجرامي خطير مفتش عنه دوليا في هذه المنطقة    حاولوا سرقة متحف الحبيب بورقيبة الأثري...القبض على 5 متورطين    الكاف: مهرجان ميو يحتفي بفلسطين    عاجل/ بطاقة إيداع بالسجن ضد سعدية مصباح    وزارة الفلاحة تدعو الفلاحيين الى القيام بالمداواة الوقائية ضد مرض "الميلديو" باستعمال أحد المبيدات الفطرية المرخص بها    القيروان انقاذ طفل سقط في بئر    غدا..دخول المتاحف سيكون مجانا..    تقريرنقابة الصحفيين: ارتفاع وتيرة الاعتداءات على الصّحفيين في شهر أفريل    كلفة انجاز التّعداد العامّ للسّكان والسّكنى لسنة 2024 تناهز 89 مليون دينار – مدير عام معهد الإحصاء    القيروان: الاحتفاظ ب 8 أشخاص من دول افريقيا جنوب الصحراء دون وثائق ثبوت هويّة ويعملون بشركة فلاحيّة    570 مليون دينار لدعم الميزانيّة..البنوك تعوّض الخروج على السوق الماليّة للاقتراض    عاجل/ أمريكا تستثني هذه المناطق بتونس والمسافات من تحذير رعاياها    إتحاد الفلاحة: المعدل العام لسعر الأضاحي سيكون بين 800د و1200د.    اليوم.. حفل زياد غرسة بالمسرح البلدي    سوسة: وفاة شاب غرقا وانقاذ شابين اخرين    بن عروس: اندلاع حريق بمستودع    حجز 900 قرص مخدر نوع "ايريكا"..    بعد تسجيل الحالة الرابعة من نوعها.. مرض جديد يثير القلق    إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة للكيان الصهيوني من الرسو في موانئها    مباراة الكرة الطائرة بين الترجي و الافريقي : متى و أين و بكم أسعار التذاكر؟    قابس: تراجع عدد الأضاحي خلال هذه السنة    ذهاب نهائي رابطة ابطال افريقيا : الترجي يستضيف الاهلي برغبة تعبيد الطريق نحو الظفر باللقب    عاجل : ليفربول يعلن رحيل هذا اللاعب نهاية الموسم    كأس أوروبا 2024: كانتي يعود لتشكيلة المنتخب الفرنسي    البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يدعم انتاج الطاقة الشمسية في تونس    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    خطبة الجمعة...الميراث في الإسلام    فرنسا: الشرطة تقتل مسلحا حاول إضرام النار بكنيس يهودي    محيط قرقنة اللجنة المالية تنشد الدعم ومنحة مُضاعفة لهزم «القناوية»    روعة التليلي تحصد الذهبية في بطولة العالم لألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة    التحدي القاتل.. رقاقة بطاطا حارة تقتل مراهقاً أميركياً    منها الشيا والبطيخ.. 5 بذور للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف: الدخول للمتاحف والمواقع والمعالم الأثرية مجانا للتونسيين والأجانب المقيمين بتونس    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحوار الفلسطيني: الجولة السابعة... هل تنهي الفرص الضائعة ؟
نشر في الشروق يوم 29 - 09 - 2010

عاد الحديث عن المصالحة الفلسطينية هذه الأيام إلى واجهة الأحداث وإلى صدارة المشهد الفلسطيني.. وبدا أن هذا الملف مقبل على تطورات إيجابية وربما على الحسم الوشيك بعد اللقاء الأخير الذي جرى في دمشق بين مدير المخابرات المصرية عمر سليمان ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل.
هذا اللّقاء أطلق زخما من التصريحات المتفائلة من الطرفين في «فتح» و«حماس» والتي بدأت تتحدث عن نهاية وشيكة للانقسام الفلسطيني رغم أن ست جولات كاملة مرّ بها ملف المصالحة منذ أكثر من أربع سنوات ولكنها لم تفلح في وضع حدّ له..
فقد مرّ قطار المصالحة الفلسطيني بمحطات عديدة من غزة والقاهرة وصنعاء والدوحة ومكّة المكرمة ولكنه لم يصل بعد إلى المحطة النهائية ولم تفض عشرات الجلسات الحوارية إلى انهاء الخلافات الكامنة بين الطرفين.. وهي خلافات بدا جليا أنه قد زاد في تعميقها الفيتو الأمريكي الاسرائيلي الذي «فرمل» بالخصوص اتفاقي مكة والدوحة وساهم في تأليب الطرفين على بعضهما البعض وعدم إعطائهما أي متنفس لاستكمال مسار المصالحة الوطنية.
من الواضح أن هذا الفيتو لا يزال ماثلا أمام قطار المصالحة ومن الواضح أيضا أن الحوار الفلسطيني لا يزال «مفخّخا» بقضايا عدة عالقة وبتعقيدات وتباعد في المواقف حول ملفات عدة يأتي في طليعتها ملف المفاوضات لكن ثمة قناعة يعبر عنها هذه المرة فرقاء القضية أنفسهم بأن هذا الموضوع بالذات لم يعد يحتمل مزيدا من التأجيل وبأن إنهاء الانقسام بات الخطوة الأولى المطلوبة في طريق ترتيب البيت الفلسطيني وإعادة الاعتبار إلى المشروع الوطني الذي تعرّض على امتداد السنوات الأخيرة إلى انتكاسات متلاحقة باتت تهدّد بتصفية القضية.. فهل ينجح الفلسطينيون إذن في دفن خلافاتهم.. ووقف مناكفاتهم.. وتدارك ما فاتهم..؟ أم تراهم يفوّتون على أنفسهم فرصة أخرى.. ويفشلون مجددا في تحقيق اختراق ينهون به مأساتهم؟
«الشروق» تفتح في هذا العدد الجديد من الملف السياسي موضوع المصالحة الفلسطينية من خلال استضافة ثلة من الشخصيات الوطنية الفلسطينية وهم السادة:
٭ رشاد أبو شاور (كاتب وناشط سياسي فلسطيني)
٭ جمال الخضري (نائب مستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني)
٭ نبيل عمرو (قيادي في حركة «فتح»).
٭ إبراهيم علوش (محلل وكاتب فلسطيني).
رشاد أبو شاور: حوار بين طرفين مأزومين.. ومتناقضين
٭ تونس (الشروق):
وصف الأستاذ رشاد أبو شاور، الكاتب والناشط السياسي الفلسطيني في حوار مع «الشروق» عبر الهاتف من عمان جلسات المصالحة الجارية بأنها حوار بين طرفين مأزومين واستبعد السيد رشاد أبو شاور إمكانية تحقيق أي اختراق على صعيد انهاء الانقسام داعيا إلى ظهور طرف فلسطيني ثالث لانقاذ المشروع الفلسطيني.
وفي ما يلي هذا الحوار:
٭ كيف تتابع أستاذ رشاد حوار القاهرة.. وما هي انتظاراتك منه بعد أن دخل هذا الملف في سبات عميق منذ عدة شهور؟
في رأيي أن ما يجري هو حوار بين طرفين مأزومين أضاعا الطريق فالطرفان يطالبان بدولة في حدود 67 رغم أنه لم تبق هناك أرض فلسطينية لدولة في حدود 67.. هو إذن حوار بين طرف يفاوض وليس له من خيار سوى المفاوضات وطرف آخر يزاحم على السلطة ويحشر أنفه في قطاع غزة مع أنه فقد أي قدرة على اقناع الناس بأنه مازال مع المقاومة.
٭ لكن السؤال هنا ما الذي حدث حتى تندفع عجلة المصالحة هذه المرة مجددا.. هل هي الإرادة الحقيقية لطرفي الانقسام بإنهائه؟
لقد التقى ممثلو الطرفين في مكة مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان.. وهل يعني أنه قد نزل الايمان والتقوى فجأة عليهما..؟ ثم ما هي هذه المصالحة بين الذين اختاروا التفاوض المباشر وضياع القدس وبين الذين يقولون إنهم مع خيار المقاومة ولا يقاومون؟
... هذا لقاء انتهازي لا يدين جماعة السلطة الذين اختاروا المفاوضات لأنهم مدانون بطبعهم ولكنه يدين الذين فقدوا الطريق والبوصلة وهم «حماس».. السلطة الفلسطينية دمرت كل شيء.. وجماعة «حماس» انشغلوا بالسلطة في غزة وانشغلوا بمحاربة تدخين النساء للشيشة وحرق المقاهي ومخيمات الأطفال وبعض الأشياء البسيطة التي تمكن الناس من التنفّس.. هؤلاء يقدمون مشروعا بائسا أفقدهم أي تعاطف.. نحن الآن في مرحلة تحرّر وطني ولسنا في مرحلة فرض نظام اجتماعي متخلّف ينطلق من خطاب متخلّف.
٭ أمام خارطة المواقف هذه تجاه ملف المصالحة والبون الشاسع في مواقف الأطراف من المفاوضات.. علامَ تجري المصالحة تحديدا برأيكم؟
هذه مصالحة لا جدوى منها وإذا تصالحوا فعلامَ سيتصالحون..؟ الشعب الفلسطيني يريد اليوم أن يواجه المشروع الصهيوني الذي يندفع إلى الامام.. هذا المشروع الذي يزحف على القدس وما تبقى من الضفة الغربية.
٭ إذا كنت تشكّك في قدرة الطرفين على تحقيق المصالحة وعلى انقاذ المشروع الوطني الفلسطيني.. ما هي الخيارات الأخرى المتاحة إذن؟
المطلوب في رأيي هو ظهور طرف ثالث يندفع بالمقاومة بكافة أشكالها ويعمل على إيقاظ الجماهير وتنبيهها لما يحدث، اليوم مطلوب أيضا إعادة البعد القومي العروبي للقضية.. لا بد على الأمة أن تنهض وتهبّ إلى انقاذ القدس والأقصى من الاستيطان.. أنا اليوم نفضت يدي من أي طرف رسمي عربي اللّهم إلاّ الجماهير التي نراهن عليها لإعادة الاعتبار إلى قضيتنا.
نبيل عمرو: الحسابات و«المصالح»... تعطّل المصالحة
٭ تونس «الشروق»:
اعتبر القيادي الفتحاوي نبيل عمرو أن العودة إلى المصالحة بين «فتح» و«حماس» هي نتيجة شعور قوي بفتح ملف إنهاء الانقسام الفلسطيني من جديد بعد أن فعل هذا الانقسام فعله في الساحة الفلسطينية وضرب النظام الوطني الفلسطيني.. وقال نبيل عمرو في حديث ل«الشروق» من رام اللّه عبر الهاتف: «أعتقد أن هناك رغبة وحاجة إلى المصالحة أكثر من ذي قبل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية المنشودة ومواجهة التحديات الماثلة اليوم داخليا وخارجيا.. ومع ان القيادي الفتحاوي بدا متفائلا بأن تحسم جلسات حوار القاهرة الخلاف بين «فتح» و«حماس» هذه المرة فإنه لم يخف في المقابل قلقه وخوفه من أن تصل إلى طريق مسدودة معتبرا أن الحسابات التي تحكم الطرفين قد تجعل من تحقيق المصالحة الوطنية أمرا صعبا وتعطل لغة الحوار مجدّدا..
ورأى أن المشكلة تكمن بالأساس في حركة «حماس» التي كما قال تريد إبقاء سيطرتها على قطاع غزة وتؤكد على ضرورة أن يضع أي عمل تصالحي هذا الشرط في الاعتبار.
وأضاف أن المشكلة الأخرى أيضا أن «حماس» تريد أن تكون شريكا في الضفة الغربية وما يجري من ترتيبات هناك.. كما لفت نبيل عمرو النظر هنا إلى التناقض القائم بين «فتح» و«حماس» في ما يتعلق بالموقف من موضوع المفاوضات ورأى في هذا الصدد أن المشكلة ستتفاقم أكثر إذا ما قررت السلطة المضيّ قدما في خيار المفاوضات بعد قرار إسرائيل عدم تجميد الاستيطان مرجحا ان موضوع المفاوضات بالذات قد «يسقط» المصالحة في أي لحظة..
ودعا عمرو الطرفين الفلسطينيين إلى التزام التهدئة واتخاذ مبادرة فعّالة في ما يتعلّق بترتيب البيت الفلسطيني مؤكدا ان نجاح المصالحة لا يمكن أن يتحقّق إلاّ من خلال العمل على هذا الصعيد.. كما أشار إلى أن المراهنة على العرب لانضاج المصالحة لن تكون لها أي نتيجة إذا لم يرتّب الفلسطينيون بيتهم الداخلي أولا.
جمال الخضري: لا مناص من الاتفاق... وإن طال «الطّلاق»
٭ تونس «الشروق»:
أكد السيد جمال الخضري، النائب المستقل في المجلس التشريعي الفلسطيني في لقاء مع «الشروق» عبر الهاتف في قطاع غزّة على ضرورة أن تكون جلسات حوار القاهرة الجارية الآن «محطة نهائية» لطي صفحة الخلافات الفلسيطنية وتحقيق المصالحة الوطنية.
السيد جمال الخضري دعا الأطراف الفلسطينية المجتمعة في القاهرة إلى تحقيق اختراق حقيقي ينهي الأزمة الداخلية ويكون صمام أمان في مواجهة المخططات الصهيونية وفي ما يلي هذا الحوار:
٭ كيف ترى أستاذ جمال فرص إنجاز المصالحة هذه المرّة.. هل هناك فعلا ما يبعث على التفاؤل بحسم هذا الملف خلال جلسات الحوار المنعقدة بالقاهرة هذه الأيام؟
أعتقد أن الجميع يدرك بشكل واقعي أنه لا سبيل أمامهم سوى انهاء الانقسام الفلسطيني في مواجهة كل المخططات الاسرائيلية الرامية إلى تهويد القدس بشكل كامل وتدمير البيت الفلسطيني والتنكر لكل الحقوق الفلسطينية.. وكل هذا أصبح اليوم أمرا واقعا وظاهرا.. وهذا الوضع يجب أن يساعد على التئام الصف الفلسطيني وتوحيد الموقف لمواجهته والتصدي للحملة العدوانية الظالمة على شعبنا.. وعليه أعتقد أن استئناف اللقاءات بين «فتح» و«حماس» سيكون له أثر كبير جدا.. والكلّ ينظر اليوم بشوق ولهفة من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
٭ لكن كيف يمكن لمثل هذه المصالحة أن تتحقق في ظل التناقض الواضح بين الطرفين حول موضوع المفاوضات مع إسرائيل.. ألا يشكل ذلك برأيكم عائقا جوهريا أمام إنهاء الانقسام القائم؟
موضوع الوحدة والمصالحة هو متقدم على كل شيء.. صحيح ان طيّ هذا الملف تأجل وتأخر كثيرا.. لكن الجميع اليوم على قناعة كما قلت بأن هذه الحالة الشاذة لا يمكن أن تستمر رغم كل شيء.. موضوع المصالحة سيكون مقدما على أشياء كثيرة في توحيد الرؤى وفي بلورة برنامج مشترك يلبي تطلعات الشعب الفلسطيني، وبالتالي ليس هناك من خيار اليوم سوى استمرار الحوار الوطني لانهاء هذه الأزمة.
٭ لكن استمرار هذا الحوار مرهون بالتأكيد بأن يبادر الطرفان إلى تقديم تنازلات من أجل انضاج المصالحة.. فما هو تصورك، كنائب مستقل، لسبل «تذويب» الخلافات القائمة؟
أعتقد أن هناك رغبة حقيقية وجدية هذه المرة في انهاء القضايا العالقة والنقاط الخلافية، وقضية التفاهمات ليست قضية تنازلات وتراجعات بل إنها حاجة ضرورية ومصيرية.. وبالتأكيد الكل اليوم يدرك هذه الحقيقة.. ولم يعد لنا من خيار غير توحيد صفنا لمواجهة الوضع الكارثي والمأساوي في الضفة وغزّة والقدس.
خارطة طريق ب 5 بنود... لإنهاء الانقسام و«الجمود»: الورقة المصرية للحوار الفلسطيني
٭ تونس «الشروق»:
تقدّمت القاهرة بورقة تتضمّن رؤيتها لإنهاء الانقسام الفلسطيني وعودة الوحدة الوطنية إلى النظام السياسي الفلسطيني.. لكن هذه الورقة التي تشمل خمس نقاط والتي وافقت عليها السلطة الفلسطينية لا تزال محلّ جدل وتحفّظات من قبل حركة «حماس» وفصائل فلسطينية أخرى...
وفي ما يلي تفاصيل الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية:
٭ الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني:
ستجرى الانتخابات التشريعية والرئاسية وانتخابات المجلس الوطني الفلسطيني في النصف الأول من العام القادم، كما يطالب الرئيس عباس وحركة فتح بأن تكون انتخابات المجلس الوطني بالنظام النسبي الكامل وتكون انتخابات التشريعي بالنظام المختلط 25% دوائر و75% نسبي، ونسبة الحسم 2% وأن يتم تقسيم الوطن إلى 16 دائرة انتخابية، 11 في الضفة الغربية و5 في قطاع غزة، وأن يتم إجراء الانتخابات بإشراف عربي ودولي لضمان الشفافية والنزاهة.
٭ الأمن:
تشكيل لجنة أمنية عليا بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس، ويتم الاتفاق على ضباط مهنيين بالتوافق يخضعون إلى اشراف مصري وعربي، وتتولى هذه اللجنة مهمة إعادة بناء الأجهزة الأمنية على أساس مهني بمساعدة مصر وإشرافها، على أن يكون هناك ضمان وظيفي لكل الموظفين العموميين. وفور التوقيع على الاتفاق يتم البدء في استيعاب 3000 عنصر من الشرطة والدفاع المدني والأمن الوطني في قطاع غزة، ويتزايد هذا العدد تدريجيا وصولا إلى إجراء الانتخابات، على أن يضمن المصريون والعرب مستلزمات إعادة بناء الأجهزة الأمنية.
٭ المعتقلون:
فور توقيع الاتفاق يتم تحديد قوائم المعتقلين وفق الوضع الحالي وتسليم القوائم لمصر ولمؤسسات حقوقية وقانونية متفق عليها، ويقوم كل طرف بالإفراج عن المعتقلين الموجودين لديه قبل تنفيذ اتفاق المصالحة، وبعد عملية الإفراج يسلم كل طرف قائمة بالأسماء التي يتعذر الإفراج عنها.
٭ اللجنة الخاصة بتنفيذ الاتفاق:
تتولى هذه اللجنة المساعدة في تنفيذ الاتفاق وتنسيق المهام والتعامل مع الجهات المعنية المختلفة لتهيئة الأجواء للانتخابات وإجراء المصالحات الوطنية والتحضير والبدء بإعادة إعمار غزة.
٭ الحكومة:
تتضمن الورقة اقتراحا بتشكيل لجنة مشتركة تشرف على تصريف الشؤون الحكومية في الضفة والقطاع بحيث لا يؤدي ذلك إلى تكريس الانقسام.
المحلّل السياسي الفلسطيني د. إبراهيم علّوش: مناورة ل «إلهاء» حماس عن المفاوضات
٭ تونس «الشروق» حوار أمين بن مسعود:
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم علّوش ان «لقاء دمشق» الذي انعقد بحر الأسبوع المنصرم بين قيادات فتحاوية وحمساوية، هو خطأ تكتيكي فادح من حركة المقاومة الإسلامية.
واعتبر في حوار مع «الشروق» أن التفاهمات التي رشحت عن «اجتماع عزام الأحمد خالد مشعل» توحي بأن الخلاف لم يعد خلافا بين نهجين سياسيين مختلفين وخطين متباينين بل بات يدور على السلطة والنفوذ حسب رأيه.
وقال علوش في معرض حديثه عن اللقاء: «هو خطأ فادح من «حماس» لأنه عقد في وقت وافق فيه وشرع خلاله رئيس السلطة الفلسطينية في المفاوضات المباشرة مع الكيان الصهيوني وبالتالي فإن «فتح» ألهت «حماس» سياسيا بهذا اللّقاء.
وأضاف أن توقيته السياسي يوجه ضربة لحركة المقاومة الإسلامية باعتبار أنه يوحي بأن «حماس» موافقة بصفة غير مباشرة على المفاوضات المباشرة.
كارثة سياسية
واستنادا إلى تقارير إعلامية وصحفية رشحت عن «لقاء دمشق» أشار المحلل الفلسطيني إلى أنه ما عدا الأمن فليست هناك أية مشكلة تحول دون توقيع ورقة المصالحة المصرية إذا ألحقت بها ورقة تفاهمات تفسيرية لتلك البنود الأربعة.
ورأى علوش ان «الكارثة» تتمثل في ان البنود الأربعة لا تتناول أيا من موضوعات الخط السياسي والمفاوضات المباشرة والمقاومة بل إنها كلها تتعلّق بقضايا إجرائية بحتة من قبيل (الانتخابات، السلطة في غزة).
وتابع ان مثل هذا الواقع يؤذي «حماس» لأنه يقدمها كمن يصارع على النفوذ والسلطة وليس كمن يدافع عن المقاومة والكفاح المسلح.
وتوقع ضياع قضية الخطّ السياسي والمرجعية الفلسطنية في زحمة الصراع على تفاصيل سياسية صغيرة مقارنة بالمصلحة الشعبية والوطنية العامة في حال تم تنفيذ بنود الورقة المصرية. وشدّد على أن ما جرى «كارثة» تفرض على «حماس» التدارك قبل فوات الأوان مؤكدا أن هذا الطرح يتوافق حوله عدد كبير من المثقفين الفلسطينيين.
«حماس» في وجه «الأضواء»
وفي حديثه عن الورقة المصرية المقترحة للمصالحة الفلسطينية اعتبر علوش أنها تؤدي إلى استيعاب «حماس» في الإطار السياسي للسلطة وبالتالي تفرض عليها التزامات تفضي بالضرورة إلى اضعاف المقاومة وتقليم أظافرها إلى الحد الأدنى.
وأبرز ان «حماس» وخلال العامين الماضيين، أي منذ خطاب خالد مشعل في دمشق، بدأت تطرح علنا مشروع الدويلة الفلسطينية على حدود 1967.. وهو ما أكده إسماعيل هنية أيضا، الأمر الذي يؤكد صيرورة الدخول في الانتخابات والسلطة في ظل الاحتلال ليست نزهة بل لها تبعات وأثمان لا بدّ من دفعها وأن الحدّ الفاصل كامن في الاعتراف بشروط الرباعية الدولية الثلاثة (الاعتراف بالكيان الصهيوني والاتفاقيات الموقعة معه، ونبذ الكفاح المسلح).
واعتبر علوش ان «جرجرة» حماس للورقة المصرية تهدف إلى وضع قدميها في آلية سياسية تفرض عليها أمرين إما القبول بالشروط الدولية أو الخروج منها، مشيرا إلى أن «لعبة الاحتواء» أخطر من الحصار ذلك أن الاحتواء بدفئه الظاهر قد يكون جذّابا لمن عاش ويلات الحصار والقصف والدمار واحتمالات تجدد العدوان الصهيوني في أية لحظة.
كما نفى علوش وجود «أزمة» في المشهد السياسي الفلسطيني، موضحا ان الخلاف بين أتباع التيار المقاوم وأنصار التيار المساوم طبيعي جدا وهو الوضع الأصلي وان العكس هو الذي يؤدي إلى خلط الأوراق وتفكيك حركة التحول.
7 نقاط خلافية.. تخيّم على المصالحة الوطنية
٭ تونس «الشروق»:
لا تزال سبع نقاط خلافية بين «فتح» و«حماس» تخيم على جلسات حوار القاهرة الذي ورغم الاختراق الذي حققته الفصائل الفلسطينية خلال الجولات الست الماضية فإن الاتفاق الذي يقول الطرفان إنه أصبح وشيكا مازال يحتاج إلى حلحلة بعض المسائل ومواجهة بعض الصعوبات خاصة في ما يتعلق بتشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية والتشريعية.. وفي ما يلي عرض لأهم نقاط الخلاف بين الجانبين:
٭ الحكومة:
فتح: تقترح حكومة من مستقلين وتكنوقراط، على أن تعلن هذه الحكومة «التزامها» بالاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير (والتي تعني الاعتراف بإسرائيل).
حماس: تقترح حكومة فصائلية، على أن تعلن الحكومة الجديدة «احترامها» للاتفاقيات فقط، وتتمسك برفض الاعتراف بإسرائيل.
بعض الفصائل: طرحت حلاّ وسطا بأن تضم الحكومة ممثلين للفصائل وتكنوقراط معا.
٭ رئيس الحكومة:
فتح: تصر على أن يكون رئيس الحكومة وجها مقبولا دوليا، ولا ينتمي لفصيل بعينه.
حماس: تريد أن يكون لها حق تسمية رئيس الحكومة، مستندة إلى أنها تمثل الأغلبية في المجلس التشريعي، ولا تشترط أن يكون منتميا إليها.
٭ الوزارات السيادية:
فتح: تتمسك بألا تشغل حماس حقائب وزارية سيادية، خصوصا الداخلية، والأشغال، والمالية، والوزارتان الأخيرتان ستكونان معنيتين بتنفيذ مشاريع إعادة إعمار غزة، وتلقي الأموال اللازمة لها.
حماس: تطالب بحقائب وزارية رئيسية.
٭ الانتخابات التشريعية والرئاسية:
فتح: ترغب في أن تكون الانتخابات التشريعية والرئاسية متزامنة.
حماس: تريد أن تجري الانتخابات وفق القانون الأساسي للسلطة، مما يعني أن تجري الانتخابات الرئاسية قبل التشريعية؛ لكون آخر انتخابات رئاسية أجريت في 2005، وتشريعية في 2006، وولاية كلا من المجلس التشريعي ورئيس السلطة أربع سنوات.
٭ إدارة الانتخابات:
فتح: القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية يمنح السلطة حق الإشراف على الانتخابات.
حماس: تشكيل لجنة عليا من الفصائل لإدارة شؤون الانتخابات لضمان نزاهتها.
بعض الفصائل: اقتراح وسط (لقي قبولا) بأن يصدر مرسوم من رئاسة السلطة بتشكيل لجنة تضم ممثلين عن الفصائل.
٭ المعتقلون السياسيون:
فتح: ترى أن ورقة المعتقلين تشكل ضمانة لها تمنع احتمال قيام حماس بانقلاب عليها في الضفة، وتعتزم الإفراج عنهم في حال التوصل لاتفاق شامل للمصالحة.
حماس: تصر على الإفراج عن كل معتقلي الضفة، لا الإفراج عن مجموعة، واعتقال مجموعة أخرى في المقابل، وهو ما تصفه بسياسة «الاعتقال الدوار».
٭ منظمة التحرير:
حماس: تريد تشكيل لجنة عليا لإدارة شؤون المنظمة تكون ممثلة بها لحين إجراء انتخابات لتشكيل مجلس وطني جديد (برلمان المنظمة)؛ ليتولى بنفسه عملية إصلاح المنظمة.
فتح: ترى أن هذه اللجنة ستكون بمثابة بديل للمنظمة، وتقترح تشكيل لجنة من الأمناء العامين الحاليين بالمنظمة لحين إجراء انتخابات المجلس الوطني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.