تمكن معهد باستور بتونس من خلال الابحاث المتواصلة على مرض السل من اكتشاف طريقة جديدة تدعى «التنميط الجيني» تمكّن من تقليص مدة التعرّف على جرثومة السل خاصة المقاومة للمضادات الحيوية من أسابيع الى أيام. وعن هذا الاكتشاف حدثنا الدكتور حلمي مرداسي رئيس قسم مرض السل والتنميط الجيني لجرثومة مرض السل بمعهد باستور فأفاد أنه في إطار البحث عن طرائق ومناهج جديدة للتعرّف على جرثومة السل وتيسير عملية تشخيصها لغاية التقليص من نسب العدوى بين المرضى تم اكتشاف طريقة جديدة تدعى التنميط الجيني وتمكن من التعرّف على جرثومة السل في غضون أيام عوضا عن 4 أسابيع كما كنا في السابق. وأضاف أنه تم اعتماد هذه الطريقة على مجموعة من المرضى بمنزل بورڤيبة وهم في حدود 36 حالة حيث أمكن لفريق البحث اكتشاف مرضهم ومعالجتهم في مدة زمنية أقصر. وقال: «مرض السل في تونس ليس متفشيا بل على العكس نحن من أفضل البلدان التي سيطرت على هذا المرض وبالطريقة الجديدة للتشخيص أمكن التعرّف مباشرة على الجرثومة وبالتالي علاجها في مدة وجيزة وتجنّب انتقال العدوى بين الاشخاص. وأوضح أن هذه الطريقة يتم اعتمادها خاصة لدى العائلات التي يعاني أحد أفرادها من السل». مؤتمر طبي الطرائق والمناهج العلمية الجديدة التي يعتمدها معهد باستور كانت محل إعجاب من قبل الكفاءات الطبية بالخارج والساهرين على شؤون الصحة في العالم. وبناء عليه احتضنت تونس مؤتمرا طبيا دوليا حول: «تطبيق المقاربات الجينية المبنية على تشخيص وتقصّي مقاومة المضادات الحيوية والحالة الوبائية». وباعتباره رئيسا للمؤتمر قال الدكتور حلمي إن الهدف هو تجميع الكفاءات الطبية من 29 بلدا وتمت مراعاة من لهم خبرة كبيرة ولكنهم دوننا في هذا الجانب لتبادل الخبرات وإبراز الاضافة العلمية التي قدمتها تونس. وذكر أن المؤتمر مموّل من قبل الاتحاد الاوروبي وشاركت به شبكة معهد باستور التي تضم 33 مؤسسة كما يشارك به 8 مشاركين من بلدان افريقيا عن طريق المؤسسة الدولية للطاقة الذرية وذلك قصد التعرف على الطرائق والمناهج الجديدة التي يعتمدها معهد باستور بتونس للتعرف على المرض.