واحة قفصة أو كما يسميها أهالي المنطقة «الجر» هي حزام المدينة الجميل يلفها من جهات عدة ويضفي عليها مسحة من الجمال تزيد المدينة بهاء. وهي توفر موارد الرزق للعديد من العائلات بالجهة. هذه المنطقة أصبحت منذ سنوات تعاني من ندرة المياه وازدادت المشقة والصعوبة في السنوات الأخيرة بشكل واضح بعدما ازداد عدد الآبار العميقة بالجهة الأمر الذي اثر سلبا على المائدة المائية فقل منسوب المياه بشكل كبير . فحتى (وادي الباي) المعلم الأثري الذي يميز جهة قفصة جفت ينابيعه وأصبح دون ماء ويتم ملؤه بصهاريج من حين لآخر وهو وضع لم يألفه سكان المنطقة المحاذية للوادي. الواحة تعاني اليوم من قلة الماء والفلاحون في حيرة من أمرهم لأنهم يجدون صعوبات عديدة للحصول على حصصهم من الماء المخصص لسقي أراضيهم وهو ما اثر سلبا على الأشجار والخضر والغلال والمحاصيل. ويشتكي كثير من فلاحي الواحة من عدم انتظام ري أراضيهم وأنهم لم يألفوا هذا الوضع من قبل وأصبحت أشجارهم مهددة بالجفاف خاصة أشجار التين الذي كانت تتميز به الجهة اذ لم تعد الثمار كذي قبل بل تأثرت بندرة المياه بما أن هذا النوع من الغلال يتطلب كثيرا من الماء. هذا الوضع اثر سلبا على السوق التي تنتصب على مشارف الواحة والتي كانت تعتبر المكان الأنسب لسكان مدينة قفصة لاقتناء ما يلزمهم من خضروات وغلال حيث تكون الأسعار فيها مناسبة للجميع لان ما يعرض من بضاعة هو من المنتج إلى المستهلك وهو ما يجعل الإقبال على هذه السوق كثيفا أما اليوم فلم تعد السوق كعادتها وقلت فيها الحركة ونقص الإنتاج والسبب كما يقول كثير من المواطنين قلة الماء التي أثرت على إنتاج الخضر والغلال بالجهة. الفلاحون عبروا عن تذمرهم من عدم الحصول على حصص إضافية لسقي محاصيلهم وأشجارهم وحتى الحصص المبرمجة في كثير من الأحيان لا يتم الالتزام بها من طرف المشرفين على توزيع المياه للفلاحين إلى جانب الإعطاب التي تصيب محركات الآبار . فلاحو «الجر» أو الواحة بجهة قفصة يعانون صعوبات كثيرة ومشاكل المياه تؤرقهم وتحد من نشاطاتهم وعلى المعنيين بالأمر الوقوف إلى جانب هؤلاء لان لا دخل لهم سوى ما يحصلون عليه من بيع محاصيلهم وإذا تواصلت ندرة المياه بهذا الشكل فان كثير من الفلاحين سيجدون صعوبات جمة مما قد يؤثر على منتوجهم وعلى استمراريتهم في العمل الفلاحي . وللحفاظ على الواحة الجميلة لا بد من تقوية المائدة المائية وان يتم التسريع في إنشاء البحيرة الجبلية المزمع القيام بها بجهة قفصة حتى تعود الأمور إلى نصابها ويرجع منسوب المياه إلى ما كان عليه قبل سنوات حفاظا على استمرارية عمل الفلاحين وحفاظا على الأشجار التي تحويها الغابة من زيتون ونخيل وتين ومشمش وخضروات . الكل يدعو الله بغيث نافع وفلاحو «الجر» بصفة خاصة يناشدون الجمعيات المائية المشرفة على توزيع المياه إلى تمكينهم من حصص إضافية لسقي ضيعاتهم لإنقاذ الأشجار من الجفاف ومحاصيلهم من الإتلاف وان يتم النظر في كلفة الساعة الواحدة من السقي المقدرة بأربعة دنانير والتي تعتبر عند الكثيرين مبلغا باهظا جدا .