في إطار حمايتها لمياهنا الإقليمية من كل التجاوزات، تمكنت قوات الجيش البحري بصفاقس صباح أمس من ضبط مركبي صيد من دولة أجنبية بصدد الصيد العشوائي في بحارنا، وضبطت قواتنا البحرية كميات كبيرة من السمك بعضها غير صالح للإستهلاك. «الشروق» تحولت إلى الميناء البحري بصفاقس لمتابعة الموضوع ورصد التجاوزات الحاصلة في مياهنا الإقليمية مقابل حزم قوات الجيش البحري الوطني وأعوان الحرس البحري وشرطة المكان الذين فتحوا تحقيقا في الموضوع بعد حجز المركبين وكل المنتوج البحري الذي بدا هاما. في ميناء الصيد البحري كان البحارة وأعضاء نقابة الصيد البحري والمجهزون يتابعون الموضوع بأسف شديد عن ثرواتنا البحرية التي تسرق في فترة الراحة البيولوجية، ففي الوقت الذي امتثل فيه بحارة قرقنةوصفاقس لتوجهات الدولة في الراحة البيولوجية حماية لثرواتنا، تسلل بعض البحارة من الخارج لنهب هذه الثروات وسرقتها. ويؤكد السيد محمد لسعد بن عويشة – مجهز وكاتب عام سابق لنقابة الصيد البحري - على الدور الكبير الذي يلعبه جيشنا الوطني في معاضدة أعوان الحرس البحري والشرطة لحماية مياهنا الإقليمية وهوما توقف عنده السيد شكري الخبو– مجهز بحري وعضوالجامعة الوطنية لنقابة الصيد البحري – وزميله عضوالجامعة الوطنية لنقابة الصيد البحري والمجهز السيد صالح هديدر. وعبر المتحدثون عن قلقهم الشديد من التجاوزات الحاصلة في مياهنا الإقليمية والتي لولا مجهودات «حماة البحر» لتحول الموضوع إلى ظاهرة، ففي غياب الإحصائيات الدقيقة، بلغ عدد قراصنة البحر الأجانب في الفترة الأخيرة المتزامنة مع الراحة البيولوجية ما يقارب ال30 مركب صيد بحري من عدة بلدان أجنبية حسب ملاحظات البحارة أنفسهم الذين عادة ما يرصدون هذه المراكب في مياهنا الإقليمية وخاصة في المنطقة البحرية 4 و5 الواقعة بين صفاقسوقرقنة، وهي ذات المنطقة التي تم فيها يوم أمس ضبط البحارة وعددهم 28 بحارا منقسمين على مركبي صيد بحري. أسماك متعفنة ويضيف المتحدثون قولهم ان البحارة الأجانب قضوا بشكل كلي عن «التريليا الحمراء» التي غابت عن أسواقنا الوطنية نتيجة استنزافها من طرفهم والذين وحسب ملاحظات «الشروق» يعتمدون على مراكب صيد مترهلة وقديمة مع شباك ضيقة ممنوعة دوليا. كمية الأسماك التي تم حجزها يوم أمس في طريقها إلى الإتلاف باعتبارها غير صالحة للاستهلاك، فالبحارة الذين تم ضبطهم يخزنون المنتوج البحري على ظهر مراكبهم دون اعتماد أي طريقة للخزن الصحي، فلا ثلج ولا بيوت مكيفة، وهوما يعني أن كل المنتوج سيتلف بقرار من الجهات الصحية المعنية. ويؤكد البحارة الذين تم ضبطهم يوم أمس انهم كانوا يعتزمون بيع سلعهم في بلدهم الأصلي.. وتشير مصادر «الشروق» إلى أن لصوص البحر رفضوا في البداية الانصياع لأوامر قوات الجيش البحري الوطني الذين تحلوا بروحهم الوطنية لمعالجة الوضع وحجز المركبين على ذمة المندوبية الجهوية للفلاحة والصيد البحري التي حررت محضرا في الغرض.