يرى عدد من المثقفين والمبدعين والمهتمين بالشأن الثقافي بمدينة القيروان وخصوصا منه قطاع المسرح ان تطور المشهد مرتبط بتركيز مركز الفنون الركحية والدرامية بالجهة. وقد اصبح هذا الملف محور جدل ثقافي واسع بين المبدعين المسرحيين والإدارة التي تمثلها مندوبية الثقافة في الجهة وسلطة الإشراف... كما رافقه جدل حول إدارة المركز...لمن سيسند فرمانها. وذلك على قاعدة المقولة المأثورة « إعداد الحصير قبل الجامع». دخول شركة انتاج مسرحي ثالثة على الخط ونحو 7 جمعيات مسرحية من شأنه ان يطور نسق الانتاج المسرحي بالجهة من النوع والكم. فالإنتاج المسرحي والدرامي بالجهة يشهد بطءا وبالكاد يعد الإنتاج على أصابع اليد الواحدة. ومن جهة ثانية يؤكد أصحاب الشركات الخاصة انهم يجدون صعوبة في العثور على ممثلين محترفين جراء عدم توفر فضاء للتكوين يضطلع به مركز الفنون الركحية الذي من شأنه ان يدخل على الخط في صورة احداثه (حلم مشروع في انتظار التحقق). مشهد ثقافي متذبذب واكد أهل الذكر من رجال المسرح واصحاب شركات الانتاج بما في ذلك الانتاج السينمائي والسمعي البصري أن شح الانتاج وحالة التذبذب تعود الى افتقار الجهة الى فضاءات فنية وركحية تحتضن المسرحيين سواء بمدينة القيروان او بباقي المعتمديات. وهذه الجهات يفتقر بعضها الى ركح للعروض اصلا والجهات الاخرى ركحها لا يصلح سوى لل «وان مان شو» لضيق مساحته. وبحسب المخرجين المسرحيين، فان حال المسرح المتردي ازداد ترديا وتضرر الفن الرابع بعد ان تم «طرد» الجمعيات والنوادي المسرحية من دار الثقافة التي كانت تلعب دور «الحاضنة». وذلك رغم تأكيد السيد مندوب الثقافة بأن قرار اخراج الجمعيات بما فيها المسرحية كان أهم قرار يتم اتخاذه من قبل وزارة الثقافة. وذلك بسبب ما تم اكتشافه من تصرفات «لا ثقافية» بهذه المكاتب التي أخرجت منها الحشايا وعلب الجعة فتضرر بذلك المبدعون... ولا تزال الجمعيات تناشد توفر فضاءات لها مقترحة بعث «دار للجمعيات»..لكن هيهات فمركز الفنون الركحية سابق من حيث الزمان والإعلان منذ 2002 رغم ان النقاش حول المركز انطلق منذ سنة 1996 حسب احد أساتذة المسرح. من جهة ثانية ورغم تحسن حال المركب الثقافي اسد بن الفرات بالقيروان الذي أصبح «ضخما» و»فخما» بفضل مليار ونصف من المخصصات المالية، فان ركح هذا الفضاء المعد للعروض وللمحظوظين من أصحاب الأعمال المسرحية ولا سيما القادرين على تجاوز عتبات الابواب الموصدة بتحريك الدواليب وتوفير «القهوة» الساخنة لبعض العملة حتى يتمكنوا من السهر خارج الوقت الاداري للعمل بالمركب. مفتاح معلق ومجمل الحوار أن الحل الأمثل مفتاحه معلق بقفل المركز الجديد للفنون الركحية الذي لم ترتفع حجارته بعد ولم توضع أسسه أصلا بل ضاعت الأسئلة بين المكان الذي يصلح للبناء وبين الآراء والمواقف الهدامة رسمية كانت ام تنافسية عن الإدارة.