تتوفّر القيروان على شركتي انتاج و5 جمعيات مسرحية ومع ذلك فإن نسق الانتاج المسرحي بالجهة لا يعتد به رغم ان هذه الشركات المحترفة تحصل على دعم السلطات المعنية كما تتمتع الجمعيات بمنحها المقررة رغم شكواها وتضرعها. ومع ذلك فإن الانتاج المسرحي والدرامي بالجهة يكاد لا يذكر بل يعد الانتاج على أصابع اليد الواحدة. وبسؤالنا أهل الميدان عن شح الانتاج أشار البعض الى افتقار الجهة الى فضاءات تحتضن المسرحيين سواء بمدينة القيروان او بباقي المعتمديات التي يفتقر بعضها الى ركح للعروض اصلا. وذهب المخرج الجيلاني الماجري بالقول أبعد من ذلك عندما أكد ان حال المسرح المتردي ازداد سوءا وتضرر الفن الرابع بعد ان تم «طرد» الجمعيات والنوادي المسرحية من دار الثقافة التي كانت تلعب دور «الحاضنة» رغم تأكيد السيد مندوب الثقافة بأن قرار اخراج الجمعيات بما فيها المسرحية كان أهم قرار يتم اتخاذه من قبل وزارة الثقافة. وبالرغم من ان المركب الثقافي أصبح ضخما وفخما بعد ان نثرت عليه نحو مليار ونصف المليار الا ان الفضاء الوحيد المعد للعروض لا غير لا يكفي حسب المسرحيين وبينوا ان الحل الأمثل مفتاحه معلق بقفل المركز الجديد للفنون الركحية الذي لم ترفع حجارته بعد ولم توضع أسسه أصلا. ولمن لا يعلم فإن مركز للفنون الركحية الذي أعلن رئيس الجمهورية على تركيزه بالجهة هو بمثابة الحلم الذي يراود المسرحيين من الهواة والمحترفين والجمهور على حدّ سواء. ومع ذلك فإن انطلاق الأشغال لم تعط إشارته بعد رغم ما تردد عن انه تم وضع حجر أساسه كما تم ضخ ميزانيته. ورغم علمنا من مندوبية الثقافة بالقيروان حرصها في الاسراع بتنفيذ الانجاز الكبير في أسرع وقت إلا ان المركز لن يرى النور قريبا. أهمية هذا المركز الركحي، انه سيكون منطلقا لتكوين الشبان ورسكلتهم امام تهرم المحترفين ونقص أعداد «المهنيين» كما ستمكن من ترويج الانتاج على غرار ما يوجد في مدن أخرى مؤكدا انه سيحدث حركية فنية إقليمية بجهة الوسط ككل بما يساهم في الانتاج الفني والعمل المتواصل.