لا يستمدّ الترجي الرياضي قوته من اللاعبين الذين بحوزته وهيئته المديرة الحازمة فحسب وإنما كذلك من قاعدته الجماهيرية العريضة وهو ما أكدته الأرقام خلال مقابلة ذهاب الدور نصف النهائي لرابطة الأبطال الافريقية أمام الأهلي المصري عندما فاقت أعداد الجماهير الصفراء والحمراء كل التوقعات وبلغت سقف 6 آلاف متفرج لذلك لا غرابة في أن تحقق الجماهير نفسها ر قما قياسيا جديدا بمناسبة مقابلة الإياب قبل 48 ساعة في ملعب رادس. «الشروق» تحولت أمس صباحا الى الحي الأولمبي بالمنزه وواكبت عملية اقتناء تذاكر هذه المقابلة فكان التحقيق التالي: أعداد قياسية شهدت شبابيك بيع تذاكر المقابلة إقبالا جماهيريا قياسيا وقد تحولت جماهير الترجي الرياضي منذ الساعات الباكرة لمساء أمس الى الحي الأولمبي بالمنزه وتراصّت الصفوف وتعطّلت حركة المترو الخفيف الذي ازدحمت به الجماهير الغفيرة للترجي المتحولة على متنه قادمة من العاصمة وأحوازها.. هذه الجماهير تغلّبت بعضها على مشاق السفر الذي تكبّدته أيضا من عدة مناطق من داخل الجمهورية بهدف الظفر بتذكرة تمكّنها من حضور مقابلة وصفتها هذه الجماهير بالتاريخية لأن الترجي سيظفر عند نهايتها ببطاقة أيضا لكنها ستكون طبعا بطاقة تحمل ختم المرور الى الدور النهائي وهو ما يعني أن الترجي وجمهوره الغفير التقيا في النقطة نفسها وهي الصبر: فالفريق ظلّ في محراب المنتظرين منذ عام 1994 والثاني تجلد أيضا بالصبر سواء تجاه احتجاب الأصفر والأحمر عن الساحة الافريقية أو أيضا تجاه كل الصعوبات والمتاعب التي تواجهه جراء وقوفه الدائم وراء فريقه. جمهور الافريقي في الموعد مَن منّا لا يتذكر تلك الطريقة الرائعة التي وحّد بها فريق النجم الرياضي الساحلي قلوب الجماهير التونسية بمختلف انتماءاتها وألوانها عام 2007 سواء بمصر أو أيضا باليابان.. اليوم تكرّر السيناريو نفسه مع الترجي حيث لاحظنا تواجد عدد من أحباء النادي الافريقي يقفون جنبا الى جنب مع جماهير جارهم التقليدي الترجي الرياضي وقد تحدثنا الى أحدهم وهو صلاح الطيّب الذي أكد مساندته لفريق الترجي ولأي فريق تونسي طالما أن الأمر يتعلق بإعلاء راية تونس ورياضتها في المحافل القارية.. وقد شهد الحي الأولمبي أيضا حضور العنصر النسائي بأعداد محترمة. ماذا قالت جماهير الأصفر والأحمر؟ تحدثنا الى عدد من أحباء الترجي بشأن اقتطاع تذاكر المقابلة المنتظرة أمام الأهلي المصري فكانت الآراء كالتالي: محمد كريم الزغلامي (طالب): مستعدون لفعل المستحيل من أجل الترجي «تحولت الى المنزه منذ حوالي الخامسة صباحا وذلك من أجل الظفر ببطاقة حضور مقابلة الترجي أمام الأهلي لاقتناعي التام أن الفريق في حاجة الى مساندة جماهيره ولا أنكر أننا مستعدون لفعل المستحيل من أجل الأصفر والأحمر فأنا شخصيا تركت صباح اليوم دراستي الجامعية وتحوّلت خصيصا الى المنزه ولا بد أن لاعبي الترجي يدركون حجم التضحية التي تقدمها جماهير الفريق من أجل مساندتهم لذلك أعتقد أن الفريق سيبذل كل مجهوداته لتحقيق الفوز». زبير الخذيري: العدد المخصص لجماهير الترجي لن يفي بالغرض «شخصيا تحولت الى الحي الأولمبي للمنزه في حدود الساعة السادسة والنصف وقد واجهت كل الصعوبات مثل الازدحام والانتظار في صفوف مكتظة جدا وأظن أن تخصيص 35 ألف تذكرة لن يفي هذا الكم الهائل من الجماهير التي تريد حضور هذه المقابلة.. وننتظر الكثير من فريقنا نظير ما قدّمناه من تضحية بهدف مساندته». خليل الزروي: لا أعرف الى حدّ اللحظة إن كنت سأظفر بتذكرة أم لا «تحولت الى المنزه في حدود الساعة السابعة صباحا ولا أعرف الى حد هذه اللحظة أن كنت سأظفر بتذكرة لحضور هذه المقابلة أم لا في ظلّ الأعداد القياسية للجماهير التي اكتظّت بها شبابيك الحي الأولمبي بالمنزه وكنت أود أن يقع تخفيف هذا الضغط كبيع نسبة كبيرة من هذه التذاكر عن طريق الأنترنات مثلا». أيمن بن عرفة: منذ الثالثة صباحا! «لن أبالغ إذا قلت أنني متواجد هنا منذ حوالي الثالثة صباحا وذلك حتى أتمكن من الظفر بتذكرة تخوّل لي حضور مقابلة فريقي أمام الأهلي المصري..». مروان الطويل (تلميذ): تغيّبت عن الدروس لعيون الترجي «لقد تغيّبت اليوم عن حضور الدروس بالمعهد ولست نادما على الاقدام على هذه الخطوة طالما أن الأمر يتعلق بمقابلة تاريخية وحاسمة بالنسبة لفريق الترجي». حسام البجاوي: سأتحصل على تذكرة مهما كلف الأمر «بالرغم من الاكتظاظ وبعض مظاهر الفوضى بخصوص اقتطاع عدد كبير من التذاكر وترويجها على عين المكان في نطاق ما اصطلح عليه بالسوق السوداء ومع ذلك فإن بعض الجماهير المتواجدة فضلت التخلص من الانتظار والاكتظاظ وسارعت الى اقتناء هذه النوعية من التذاكر حتى وإن كانت أثمانها أضعاف الثمن العادي لهذه التذاكر». سامي حماني
