تتجه الحركات الشعبية المناهضة لاصلاح نظام التقاعد الى تصعيد وتكثيف تحركاتها الاحتجاجية في المدن الفرنسية حيث انخرطت نقابة «سائقو الشاحنات» في الهبّة الاحتجاجية التي تسعى الى تسليط مزيد من الضغوطات على الحكومة قصد ثني البرلمان عن التصويت غدا لصالح المشروع. وأعلن اتحاد الموردين النفطيين في فرنسا أن أكثر من ألف محطة لتوزيع الوقود أصبحت تعاني من شح كلّي أو جزئي في المحروقات بسبب المظاهرات. استنفار وقال الكسندر دي بينوا ان ما بين 20 و25٪ من قدرات الاتحاد على التوزيع متوقفة أو هي تعاني من صعوبات مشيرا الى أن هناك مناطق في وضع أفضل من غيرها. وحال سائقو الشاحنات الذين دخلوا حديثا في المظاهرات دون الوصول الى مستودعات البنزين وأقدموا على عرقلة حركة المرور على الطرقات. وذكرت مصادر اعلامية مطّلعة ان عددا من المتظاهرين في عدة مدن فرنسية وضعوا حواجز على الطريق من أجل منع المسؤولين من الوصول الى محطات الوقود التي تمثل 15٪ من القدرة الشرائية للفرنسيين. وأضافت أن خدمات السكك الحديدية تضرّرت بشدّة مشيرة الى أن عمّال المصافي واصلوا اضرابهم في 12 مصفاة في فرنسا. وإزاء هذا الواقع، أصيبت قطاعات حيوية كبيرة في البلاد بشلل كبير وأغلقت مئات محطات الوقود أبوابها. وفي ذات السياق، لوّحت نقابة شركة الطيران الفرنسية «إيرفرانس» بقطع طرق الوصول الى المطارات. ودعت الاتحادات العمالية الفرنسية الى تجمعات في المطارات الفرنسية يوم التصويت غدا الاربعاء، احتجاجا على اصلاح نظام التقاعد. تمسك من جانبها أكّدت الحكومة الفرنسية تمسكها باصلاح نظام التقاعد. وقال وزير الصناعة كريستيان أسنروسي إن الحكومة مسيطرة على الموقف، ولن يكون هناك حصار للشركات ولا حصار للنقل ولا حصار لمستخدمي الطرق. كما حذّر رئيس الوزراء الفرنسي «فرانسوا فيون» المتظاهرين بعدم السماح لهم بتدمير الاقتصاد الفرنسي عن طريق حصار محطات الوقود. وشدّد على أن قانون الاضراب لا يسمح بهذه التصرفات التي وصفها ب «غير الشرعية». وبالتزامن مع مصادقة الجمعية الوطنية على قانون التقاعد، تسعى النقابات الى تنظيم اقوى وأكبر مظاهرات لها اليوم الثلاثاء لاثبات أن الشعب رافض لهذا الاصلاح...