حالة من الغليان والغضب الشديد يعيشها أحباء النادي الصفاقسي بعد الهزيمة الثقيلة التي تكبدها فريقهم يوم أول أمس الخميس أمام الترجي التونسي (3/1) ومما زاد في غضبهم الطريقة التي لعب بها النادي الصفاقسي أمام فريق منقوص من ألمع عناصره ومنهك القوى بعد المباراة البطولية التي أجراها أمام الاهلي المصري ومما اثار استغراب الأحباء وكذلك الفنيين الطريقة الدفاعية التي توخاها لوشنتر باعتماده على لاعبي ارتكاز (البرقاوي وكمّون) فضلا عن 5 مدافعين قارين ومما زاد الطين بلة اعتماد لوشنتر على «المحاباة» قبل اختياره للاعبين فأقحم العائدين من الاصابات و«المرضى» مع تجاهله لأبرز اللاعبين الذين بإمكانهم توفير الاضافة بل رمى ببعضهم فوق المدارج على غرار اليحياوي وتوري وتدخل العملية في نطاق فلسفته التي لم يجن منها النادي الصفاقسي في المباريات السابقة الا السراب فخسر كأس السوبر الشمال افريقي وخسر عديد النقاط في البطولة الوطنية. عديد الاحباء الغيورين المعروفين بغيرتهم على ناديهم واتزانهم وواقعيتهم في معالجة الأمور نذكر منهم على وجه الخصوص نزار الجمل ومحمد علي البدوي ومحمد المصمودي وسعيد القلال ورفيق الحرقافي وحمادي اللواتي ومحمد بودوارة وخالد الجلالي وسفيان عبيد ولطفي البجاوي وعادل السميري والحبيب بن عمر وأكرم بن سعيد الذين عبروا لنا عن احتجاجهم عن الوضع الذي عليه النادي الصفاقسي بسبب تعدد النكسات والعثرات في صفاقس وخارجها معبرين في نفس الوقت عن تشكراتهم للهيئة المديرة على ظروف الراحة التي وفرتها للاعبين فأدخلتهم قبل مباراة الترجي في تربص مغلق بأحد النزل بضواحي العاصمة لمدة خمسة أيام حتى ان أحدهم قال: حتى برشلونة لا تفعل ذلك فالحضور البدني والذهني كان غائبا ولا وجود لفريق في حجم واسم النادي الصفاقسي. لوشنتر هو السبب وأخطاؤه بالجملة أحباء النادي الصفاقسي أكدوا ل«الشروق» ان الاطار الفني وخاصة لوشنتر لم يكن في حجم المسؤولية المناطة بعهدته وقام بعدة أخطاء لا يمكن المرور عليها مرور الكرام فهو متشبث بالاسماء ويقدم العاطفة على العقل ومن أخطائه اقحام اللاعب كمال زعيم في مباراة الترجي بالرغم من عدم جاهزيته باعتباره لا يزال عائدا من اصابة وكان عليه (اذا كان راغبا في تشريكه) ان يقحمه في الدقائق الاخيرة للمباراة. وأجمع الأحباء على أن لسعد الدريدي كان الأولى بمركز كمال زعيم على الأقل في مباراة أول أمس كما استغرب الاحباء اصرار لوشنتر على اقحام حمدي رويد في التشكيلة وهو العائد من عملية جراحية وكان الافضل ان يعطي الفرصة مجددا للشاب محمود بن صالح. كما أكد الأحباء والفنيون ايضا على ان تغييرات لوشنتر لم تكن في محلها خاصة لما كان منهزما ب(2/0) فأخرج مهاجما وعوضه بمهاجم آخر (أغبا مكان دومينيك) وكان عليه ان يعزز خط هجومه بمهاجم آخر واعطاء الأولوية للاعب الشاب معز علولو منذ بداية الشوط الاول وخلاصة القول فقد أكد الاحباء على ان اختيارات لوشنتر كانت فاشلة على طول. وضع حدّ لهذه المهزلة الأحباء المذكورون آنفا يطالبون بإلحاح شديد بوضع حد لهذه المهزلة وأن يسحبوا ثقتهم من المدرب لوشنتر الذي بان جليا أنه لا يملك شيئا في جرابه وأن النادي الافريقي على حق حين أطرده في نهاية الموسم الماضي وأكد الأحباء على ضرورة رحيل لوشنتر حتى لا تحصل الكارثة ويصبح الفريق يلعب من أجل تفادي النزول. وعلى الهيئة المديرة الحالية ان تتحمل مسؤولياتها وتتخلى عن هذا المدرب وكما يقولون«في المال ولا في الأبدان» او من «فم البير ولا من قاعو». من البديل؟ سألنا أحباء النادي الصفاقسي عن البديل ومن يقترحونه كمدرب عند رحيل لوشنتر فأكد بعضهم على تعيين وقتي لمدرب الآمال فتحي الدرقاع بمعية المدير الفني يوسف البعتي ريثما يتم العثور على مدرب كفء من الافضل ان يكون من أوروبا الشرقية. كما اقترح البعض الآخر المدرب يوسف الزواوي او العودة الى المدرب غازي الغرايري. وفي انتظار ما ستسفر عنه الايام القادمة من تقلبات وقرارات فإن الاحباء يطالبون مبدئيا بسحب «البطاقة البيضاء» (la carte blanche) من لوشنتر. لوشنتر على كف عفريت كل المسؤولين الذين اتصلنا بهم عبّروا لنا عن غضبهم الشديد من تصرفات لوشنتر وعن طريقة لعبه وأكدوا لنا ان الهيئة أنذرت هذا المدرب في أكثر من مناسبة وحمّلته مسؤولية أخطائه المتكررة ومكنته من أكثر من فرصة للتدارك لكن دار لقمان بقيت على حالها وقد طفح الكيل وحان الوقت للتفتيش عن البديل. ماذا قال الناطق الرسمي? اتصلنا صبيحة أمس بالناطق الرسمي للجمعية السيد عماد المسدي الذي وجدناه في حالة غضب قصوى وروينا له طلبات الأحباء والهفوات المتكررة للمدرب وتعامله مع اللاعبين بالمحاباة فوجدناه شاعرا بالوضع ومتأسفا شديد الأسف عما حصل مؤكدا ان الهيئة شاعرة كل الشعور بالمسؤولية وقد يبقى الوضع على ما هو عليه حتى يوم الاحد القادم موعد مباراة النادي الصفاقسي والمستقبل القابسي وإن الهيئة ستجتمع في بداية الاسبوع القادم لاتخاذ القرار المناسب لكن ذلك لم يمنع المسدّي من الهمس في أذني، مشيرا إلى ان الوقت قد حان لرحيل لوشنتر وإن كلّف الهيئة ما كلفها.