كشف مسؤول من إدارة مهرجان أيام قرطاج السينمائية، أن أكثر من 10 آلاف متفرج يتابعون يوميا عروض المهرجان. وأشار الى أن غالبيتهم من الشباب والطلبة بالخصوص. وأكد مدير قاعة سينما الكوليزي حيث تُعرض أفلام المسابقة الرسمية للمهرجان أنه يستقبل يوميا في قاعته منذ انطلاق العروض يوم الأحد 24 أكتوبر 2010، بين 2000 و3000 متفرّج بين حاملي شارات واشتراكات ومقتطعي التذاكر وقال انه غالبا ما يضطر الى غلق شباك التذاكر بسبب امتلاء القاعة موضحا أن إدارة المهرجان خصصت ثلث المقاعد لأصحاب الشارات من الضيوف والمدعوين. ويجمع مديرو القاعات، حيث تُعرض أفلام المهرجان على أن الاقبال على دورة هذا العام كبير، وهي ظاهرة في نظرهم عادية ومألوفة وسرعان ما ستتبخر بمجرد انتهاء المهرجان. «الشروق» تجولت بين عدد من القاعات وجمعت الملاحظات والتعاليق التالية. من يصدق؟ لم يصدّق مدير قاعة «البالاص» حيث تُعرض أفلام المخرج الجزائري رشيد بوشارب الذي وقع تكريمه في هذه الدورة «سرّ الخلق» أو الجمهور الغفير الذي تهافت على مشاهدة فيلم «الأهالي» (Indigènes)، والحال أنه فيلم قديم يُعرض من زمن طويل في نوادي الفيديو ومحلات النسخ الرقمي. ويستغرب مدير القاعة كل هذا الاقبال على الفيلم مذكرا بما حدث أثناء عرضه منذ أربع سنوات بقاعة الكوليزي. ويذكر أن إدارة القاعة اضطرت وقتها الى إلغاء بعض العروض من الفيلم بسبب فقدان الجمهور. ويؤكد أن أحد العروض في ذلك الوقت لم تسجل أكثر من خمسة متفرجين. يدافعون عن السينما ولا يذهبون الى القاعات ويتساءل مدير قاعة سينما «أ.ب.س» لماذا لا نرى كل هذا الجمهور أو على الأقل ثلثه خلال الأيام العادية، مؤكدا أن السينمائيين أنفسهم (منتجين ومخرجين وممثلين..) الذين يدعون أو يتظاهرون بالدفاع عن السينما في الجرائد والتلفزات والاذاعات لا يذهبون الى القاعات ولا يشاهدون أفلامها خلال الأيام العادية. «النخيل الجريح» يحطم الرقم القياسي ويذكر مدير قاعة «الكوليزي» أنه يستقبل في قاعته يوميا منذ انطلاق عروض المهرجان يوم الأحد الماضي 24 أكتوبر 2010، بين 2000 و3000 متفرج في الحصص الثلاث من اليوم، مشيرا الى أن أكثر الأفلام اقبالا الى غاية يوم الاربعاء 27 أكتوبر 2010، كانت «النخيل الجريح» للمخرج عبد اللطيف بن عمار (1500 متفرج تقريبا). و«آخر ديسمبر» للمخرج معز كمون (1500 متفرج تقريبا)، وكان «يوم عيد» للمخرجة اللبنانية ديما الحرّ (1300 متفرج تقريبا) و«Once again» للمخرج السوري جواد سعيد (1200 متفرج تقريبا) والميكروفون للمخرج المصري أحمد عبد الله (1200 متفرج تقريبا) و«الجامع» للمخرج المغربي داود أولاد سيد (1000 متفرج تقريبا). ويذكر مدير القاعة أن هناك أفلاما أخرى أقبل عليها الجمهور بأعداد غفيرة مثل «الرجل الذي يصرخ» للمخرج التشادي محمد صالح مارون، و«احكي يا شهرزاد» ليسري نصر اللّه و«أمريكا» للمخرجة الفلسطينية شيرين دابيس و«خارجون عن القانون» للمخرج الجزائري رشيد بوشارب. 50 ألف متفرج في 4 أيام ويؤكد مدير قاعة «أفريك آرت» السيد حبيب بالهادي، أن أغلب العروض لديه كانت قياسية بمعدل ألف متفرج يوميا رغم أن قاعته لا تتسع لأكثر من 250 متفرجا. ويرى أن هذا الاقبال عادي وخصوصا في مثل هذه المناسبة أيام قرطاج السينمائية. وكشف مسؤول من إدارة أيام قرطاج السينمائية أن عدد المتفرجين الذين يدخلون الى القاعات يوميا منذ انطلاق المهرجان يفوق 10 آلاف متفرّج تقريبا، مشيرا الى توزيع العروض على 17 قاعة بالعاصمة والمنار الأول والمرسى وقرطاج. ويقدر عدد المتفرجين الذين تابعوا عروض الدورة بالقاعات المذكورة الى غاية يوم الاربعاء 27 أكتوبر 2010 بأكثر من 50 ألف متفرج. الجمهور التونسي جمهور احتفالي وتكشف هذه الأرقام التقديرية أن الاقبال على عروض المهرجان في هذه الدورة كبير وعادي يعكس طبيعة الجمهور التونسي كجمهور احتفالي ومهرجاني، إذ لا تتوفر هذه الأعداد من المتفرجين إلاّ في التظاهرات. ويكفي أن تنتهي أيام قرطاج السينمائية حتى تعود قاعات السينما الى حالها خاوية من كل جمهور. وهذه قضية أخرى لها أسبابها وخلفياتها التي باتت معروفة لدى القاصي والداني!