أي واقع للسياحة التونسية وأي مستقبل لها في ظل تحولات وتغيرات يمر بها القطاع في كل أنحاء العالم. ما هي المشاكل والعيوب الحقيقية للسياحة في تونس وما هي نتائج الدراسة الاستراتيجية لتنمية القطاع السياحي في أفق سنة 2016. واقع وآفاق ومستقبل القطاع السياحي كان مساء أمس الأول محل حوار عميق بين أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي والسيد سليم التلاتلي وزير السياحة. الحوار الذي احتضنته قاعة الجلسات بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي وقدمه السيد الصادق شعبان رئيس المجلس وتساءل فيه النواب عن حقيقة الوضع السياحي في ظل المنافسة الشرسة وقدموا العديد من الاقتراحات والتصورات التي استمع اليها الوزير. متابعة سفيان الاسود بصراحة كبيرة وبجرأة واضحة تحدث السيد سليم التلاتلي وزير السياحة أمام أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي عن واقع وأفاق السياحة التونسية مشخصا كل نقاط القوة والضعف في القطاع. ولم يخف أمام المجلس كل السلبيات التي تعاني منها السياحة التونسية وقال بصراحة كبيرة ان منظومة النقل الجوي لا تمكن من مواكبة التغيرات مشيرا بعمق كبير الى ضعف منظومة التنشيط السياحي وعدم مواكبة منظومة التكوين السياحي للمتطلبات الجديدة للقطاع وهيمنة الايواء الكلاسيكي. تنويع وزير السياحة اعترف بحقيقة فشلنا في تنويع المنتوج السياحي من ذلك الاستقطاب الضعيف للاعبي القولف وهي سياحة متطورة في بلدان أخرى. وقال الوزير اننا لم نخلق بعد منتوجا اسمه السياحة الصحراوية كما أن اعتمادنا على طرق الحجز الكلاسيكية أدى الى هيمنة متعهدي الرحلات والحضور المحتشم للوجهة التونسية على شبكة الانترنات. وأشار وزير السياحة الى ضعف التجديد والأبتكار في محتوى الحملات الدعائية والتركيز على بعض الوسائط دون الأخرى وتأخر التعامل مع شركات الكلفة المنخفضة مقارنة بالوجهات المنافسة. وبين السيد سليم التلاتلي أن أغلبية النزل أنجزت من أجل السياحة الشاطئية. نزل وتعاني السياحة التونسية من تقادم تجهيزات بعض النزل ووجود فجوة هامة بين السياحة التونسية والسوق العالمية وبين الوزير أنه لم يتم الى حد الآن استغلال المواقع الأثرية والتاريخية بالشكل المطلوب سياحيا وأن زيارات السياح الى تلك المواقع لا يزال ضعيفا. تحولات وتناول السيد سليم التلاتلي في مداخلته التحولات العميقة والكبيرة التي تعرفها أسواق السياحة في العالم وهي انعكاسات لها تأثير على السياحة التونسية. ومن هذه التغيرات أن 8 من 10 سياح يختارون وجهتهم عن طريق الواب وارتفاع عدد الرحلات للشخص الواحد مع انخفاض مدة الاقامة وتغير في مسالك التوزيع. قوة لكن في المقابل تتمتع السياحة التونسية بنقاط قوة تتمثل في الأمن والاستقرار السياسي كما تتمتع تونس ببنية تحتية حديثة وفي تطور مستمر الى جانب أهمية المخزون الثقافي وثراء التنوع البيئي. استراتيجية وكشف وزير السياحة عن محاور الدراسة الاستراتيجية لتنمية القطاع السياحي في أفق سنة 2016 وهي محاور تهم المنتوج السياحي والتسويق والترويج وتكنولوجيا الاعلام والاتصال ومديونية الوحدات السياحية والاطار المؤسساتي والتشريعي. أعضاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي: التخفيض في الأسعار أضرّ بسمعة السياحة التونسية تساءل عضو المجلس عبيد البريكي عن أسباب التطور الضعيف لنسق نمو السياحة في تونس رغم وجود مرتكزات وأسس وقال «هل أن الأمر يعود الى عدم تأهيل الموارد البشرية». وطرح البريكي مشكلة انخفاض الأسعار في السياحة التونسية بالنسبة الى السائح الاجنبي وقال ان ذلك الانخفاض كان على حساب شريحة العمال والشغالين في النزل. وأكّد «عبيد البريكي» ان المستثمر التونسي لا يزال يتعامل مع السياحة بعقلية محافظة وأن خطأ أصحاب النزل هو عدم تقدير طبيعة التنافس القائم الآن. ومن جانبه تساءل العضو جلال الاخضر عن مشكل التمويل في السياحة التونسية والتعامل مع وسائل الاتصال الحديثة. وطالبت العضوة ليلى البحري باحداث هيكل لتنفيذ التوصيات التي تنبثق عن الدراسة الاستراتيجية الخاصة بالسياحة التونسية. في حين اعتبر العضو توفيق العريبي أن التخفيض المستمر لأسعار المنتوج السياحي فيه مساس بسمعة السياحة التونسية.
