ناصر جار شقيقا تخاصم مع شقيقه فالتقط هراوة وأصابه بها في رأسه مما أدى الى وفاته بعد يوم من دخوله المستشفى، وهو ما اعترف به الجار يوم أمس أمام المحكمة نافيا في ذات الوقت نية الاعتداء على الهالك، ودليله في ذلك أنه نقله بنفسه الى المستشفى، وذلك حول الواقعة التي جدّت قبل أكثر من عام ببنعروس. وجاء في ملف القضية التي نظرت فيها يوم أمس الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، أنه في احدى ليالي شهر جوان من سنة 2009 وردت مكالمة على أعوان الأمن ببنعروس، من المستشفى، مفادها وفاة شاب بعد دخوله المستشفى، بسبب إصابته على مستوى الرأس بواسطة آلة صلبة. تعهد أعوان الأمن ببنعروس بالبحث في ملابسات الواقعة، حيث كشفت تحقيقاتهم، أن الهالك وهو شاب عمره 27 عاما، دخل مساء الواقعة في خلاف مع شقيقه الذي يقاربه سنّا، وسرعان ما تطور الخلاف بينهما، ليواصلا التشاجر الى خارج المنزل، حيث تبادلا العنف، فتدخل الاجوار لفض الخلاف بينهما، لكن دون جدوى. وجاء في الابحاث المجراة، أن شابا من الاجوار على علاقة صداقة بالشقيقين، كان عائدا من المقهى، فتدخل بالحسنى بينهما، ودعاهما الى الابتعاد عن بعضهما، ونجح في فض الخلاف بينهما في مناسبة أولى. لكنه وبمجرد دخوله منزل عائلته، سمع جلبة في الخارج، وعند استجلاء مصدرها شاهد الشقيقين يعاودان العراك أمام منزل عائلتهما، فعاود التدخل بينهما مرة ثانية، لكن حدة الخلاف بين الشقيقين تطورت بحدة أكبر، مما جعله عاجزا عن إبعادهما عن بعضهما. وصرح بأن أحدهما اعتدى عليه بالعنف، فتسلح بهراوة، في محاولة منه لابعاده عنه، لكن الهراوة أصابته على مستوى رأسه، فسقط أرضا مغشيا عليه، فتولّى مساعدته على التنقل الى المستشفى للعلاج، ومكث هناك أكثر من ساعتين للاطمئنان على صحته. لكنه علم لاحقا أنه توفي بعد يوم واحد من دخوله المستشفى، مؤكدا أن الهالك صديقه وعلاقتهما وطيدة، وأنه لم ينو الاعتداء عليه، بل أنه أراد فقط إبعاده عنه. أصدر قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية ببنعروس بطاقة إيداع بالسجن في حق المعتدي، وبقي بحالة إيقاف، الى حين مثوله يوم أمس أمام هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، حيث عاود تصريحاته المسجلة عليه لدى باحث البداية وقلم التحقيق، وبعد سماع مرافعات الدفاع، ارتأت المحكمة حجز ملف القضية للتصريح بحكمها لاحقا.