تمكن أعوان الحرس الوطني بحفوز فجر أول أمس من إلقاء القبض على عصابة مختصة في سرقة المواشي تتكون من ثلاثة عناصر تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة من بينهم تلميذ يدرس بأحد المعاهد الخاصة مستوى «باكالوريا». كما تمّ حجز قطيع الأغنام التي سرقت قبل ساعات قليلة من انكشاف العملية. وحسب ما جمعناه من معلومات حول هذه القضية التي استرعت اهتمام كل الفلاحين فإنّ أعوان الحرس الوطني بحفوز علموا أن أحد المنحرفين جلب الى مستودعه في وادي النمل بمنطقة العالية قطيعا من الأغنام المسروقة وإنه يستعد للتفريط فيها بالبيع الى تجار المواشي. .. ولأهمية الخبر وكثرة التشكيات الصادرة من عديد الفلاحين سخر الأعوان شاحنتين علىملك الخواص وبعد استصدار إذن من السيد وكيل الجمهورية قصدوا المكان عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل.. وعند وصولهم خرج إليهم المشتبه فيه الرئيسي معتقدا أن التجار قد قدموا لاستلام البضاعة ودفع أثمانها. وعند اقترابه منهم تمكن الأعوان بسرعة وخفة من تطويقه وإلقاء القبض عليه وبتشديد الخناق عليه اعترف لهم بعملية السرقة التي قام بها صحبة مساعديه المتغيبان ساعة المداهمة. كما دلهم على الموقع الذي خبّأ فيه القطيع والذي وقع ايداعه بمستودع البلدية. كمين آخر للشريكين ومن نفس المصادر استفدنا أن أعوان الحرس لم ينتظروا طويلا واستغلوا عامل الوقت لكي لا يُشاع الخبر ويتمكن المشتبه فيهما من الفرار فرتبوا خطة محكمة ونسّقوا مع المتهم الرئيسي ليتصل هذا الأخير من هاتفه الجوال بمساعديه ويحثهما على اللقاء الفوري والعاجل بهما بأحد المقاهي المعروفة حتى يتسلما نصيبهما من ثمن الغنيمة فانطلت الحيلة بسرعة عليهما وبقدومهما وجدا أعوان الأمن في انتظارهما وألقيا عليهما القبض دون أن يتركوا لهما منفذا للفرار.. وقد اتضح من البحث أن أحد الشريكين يبلغ من العمر ثماني عشرة سنة ويزاول دراسته بالسنة الرابعة من التعليم الثانوي (باكالوريا) وقد اعترف الاثنان بما نسب إليهما ومشاركتهما مشاركة فعلية في عملية السرقة. لوعة.. ثم فرحة في الأثناء ومع طلوع شمس النهار، تقدم شيخ مسن وهو في حالة يرثى لها الى مركز الحرس ليبلغ بنبرات حزينة وكئيبة عن اختفاء أغنامه دون أن يكون له علم بمستجدات الأحداث.. ومن خلال البيانات الدقيقة التي قدمها وعدد الخرفان التي تمت سرقتها عرف الأعوان أن الشيخ هو الضحية فرّدت إليه ماشيته بينما تمّت إحالة المتهمين الثلاثة صباح أمس على السيد حاكم التحقيق بالقيروان لاستكمال البحث في شأنهم قبل تقديمهم الى العدالة.