قبل اسبوعين من عيد الاضحى لاحظت «الشروق» في عدد من بطاحي بيع العلوش بالعاصمة ان الاقبال يكاد يكون منعدما رغم وجود بعض المستهلكين الذين جاؤوا للتعرف على البورصة ونوعية العرض والاسعار. وحسب بعض العارضين قالوا انهم فلاحون مربون فإن حركة البيع مازالت ضعيفة جدا رغم أن زيارتنا تزامنت مع يوم عطلة (الأحد) ومع بداية صرف الراتب الأخير قبل العيد. هذا الضعف في حركة السوق له اسبابه يفسرها بعض أرباب العائلات الذين صادفناهم يتجولون في السوق دون نية الشراء ومنهم الطيب عيساوي الذي قال ان الأسعار مشطة وأنه كعامل يومي لا يقدر عليها. السيد صلاح مبارك صاحب مؤسسة قال انه لم يشتر العلوش لأن الوقت مازال مبكرا وليس لديه فضاء لاقامة «الضيف المبجل» وهو لا يريد التكفل بعلفه وتنظيفه لمدة أسبوعين ولم يخف محدثنا وجود أزمة متكررة في العلوش اعادها الى الذبح العشوائي للخرفان وخاصة الاناث منها رغم اجراءات المنع الموجودة وبدوره قال السيد لطفي الساعي ان الوقت مازال مبكرا لشراء العلوش وهو أيضا يخاف من السرقة التي تنشط في مثل هذه الفترة في المنازل وأوضح أنه سيشتري قبل العيد بيوم ومهما كانت الاسعار التي يعلم مسبقا انها ستكون مرتفعة. ارتفاع الأسعار حاليا موضوع لاحظه السيد علي الزعينيتي الذي قال ان الأسعار فوق طاقة أغلب المستهلكين وأضاف أنه سينتظر الى آخر يوم قبل العيد فلعل الاسعار تتراجع خاصة ان عديد العائلات أعلنت عن تخليها عن الشراء لعجزها عن دفع المعاليم الحالية. حاتم المناعي مازال مترددا عن الشراء وهو يعرف العيد بأيام أو ساعات أحيانا خوفا من ضيق الفضاء وازعاج الأجوار ومن السرقة أيضا. تبرير الفلاحون برروا الأسعار المشطة حاليا وفي هذا الصدد قال السيد حسين فرج وهو فلاح مرب ان انحباس الأمطار وتضاعف أسعار العلف وخاصة الشعير والقرط أضر بالفلاح وهو ما أجبره على انفاق ما بين 200 و250 دينارا عن كل علوش لمدة تتراوح بين 7 و8 أشهر ليصل وزنه بين 40 و50 كلغ وأضاف هذا الفلاح أن المستهلك يقبل بشراء الكيلو ب15 دينارا عند الجزار رغم انه لحم انثى (فطيمة) لكنه يرفض شراء خروف ب400 و500 دينار. نفس الرأي عبر عنه السيد منصف اللواتي الذي جاء من الكاف لتوه وقال لم نبع بعد وان الأسعار يحددها العرض والطلب رغم أن تربية الخرفان اصبحت مكلفة. ومن جهة أخرى قال السيد الصحبي ابراهيم فلاح ان السمسارة أو القشارة سيتغيبون هذا العام لأن الأسعار مرتفعة وانهم لن يقدروا على المغامرة بالشراء وتعليف الخرفان لمدة شهر خاصة وان البيع لم يعد مضمونا. العرض متوفر مصادر وزارة التجارة طمأنت المستهلكين بأن العلوش سيكون متوفرا بما يفوق الحاجة وبأكثر عدد من العام الفارط وانه ليس هناك حاجة للتوريد.وتشير المعطيات أن العرض سيفوق 800 ألف خروف من جميع الاحجام رغم أن الأسعار التي ذكرتها وزارة التجارة للخرفان والبراكس والتي تتراوح بين 280 و320 دينارا تكاد تكون مفقودة اذ ان معدل العلوش المحترم لا يقل عن 400 و500 دينار وفي المقابل فإن توقعات معهد الاستهلاك المبنية على استبيان فإن الميزانيات المخصصة للعلوش لدى أغلب العائلات لن تقدر على مقاومة أسعار السوق هذا العام وهو ما يعني أن نسبة هامة من العائلات لن تقدر على شراء علوش العيد ليبقى ملاذها الجزارة الذين قد تنتعش تجارتهم هذا العام.