علمت «الشروق» من مصادر مطلعة أن الندوة العلمية التي تنظمها ادارة الدورة الأولى من تظاهرة أيام قرطاج الموسيقية ستتمحور حول موضوع «الصناعة الموسيقية والتكنولوجيات الحديثة»، وستلتئم هذه الندوة يومي 20 و21 ديسمبر 2010، أي على هامش فعاليات التظاهرة علما أن أيام قرطاج الموسيقية ستنطلق فعالياتها يوم 18 ديسمبر القادم لتتواصل الى غاية يوم 25 ديسمبر 2010. وحسب مصادرنا فإن ندوة «الصناعة الموسيقية والتكنولوجيات الحديثة» وقع تقسيمها الى محورين أما المحور الأول فسيهتم بمسائل عامة، تعنى بالتقنيات الحديثة والانماط الموسيقية المستحدثة وتعنى كذلك بالصوت والصورة، بالاضافة الى الاشكالات القانونية المتصلة بحماية الملكية الفكرية والادبية والفنية. وأما المحور الثاني، فقد جاء بعنوان «التكنولوجيا الحديثة في الانتاج الموسيقي العربي المعاصر»، وفي هذا المحور ستقع دراسة عدة اشكاليات ومواضيع وقع تحديدها أو تلخيصها في ما يلي: تأثير التكنولوجيا الحديثة في الانتاج الموسيقي العربي المعاصر اشكاليات توظيف التكنولوجيا الحديثة في الابداع الموسيقي العربي: مسألة الهوية، اللغة الموسيقية، المسألة الجمالية،... موقع التكنولوجيا الحديثة في التعليم الموسيقي العربي المختص الفضائيات الموسيقية العربية ودورها في تشكيل الذائقة الموسيقية وسيقدم محاضرات هذه الندوة أساتذة ودكاترة مختصين من تونس ومن دول عربية ومن أوروبا. الورقة العلمية للندوة كما تنفرد «الشروق» بنشر الورقة العلمية لندوة «الصناعة الموسيقية والتكنولوجيات الحديثة» وفي ما يلي نصها: لما ظهرت تقنية التسجيل في نهاية القرن التاسع عشر، كانت الموسيقى من أكثر مجالات النشاط الانساني تأثرا بهذه التقنية خصوصا بعد انتشار آلة الحاكي، فأصبح استهلاك المادة الموسيقية متاحا لعدد كبير من المستمعين بعد أن كان مقصورا على عدد قليل منهم ومشروطا بالحضور الشخصي في أماكن العروض، وتوالت بعد ذلك الاختراعات والتطورات التقنية التي ساهمت في مزيد انتشار الموسيقى على أوسع نطاق ممكن مثل السينما والاذاعة والشريط الممغنط وصولا الى شريط «الكاسيت» الذي ساهم بشكل كبير في «دمقرطة» الموسيقى. وابتداء من أواسط الثمانينات من القرن العشرين، عرفت البشرية نقلة نوعية بفضل الانتشار السريع للتقنيات الرقمية واستعمالاتها في مختلف نواحي النشاط الانساني، فكان أن واكبت الموسيقى هذه التطورات فانتشرت الآلات الكهربائية والالكترونية على أوسع نطاق في مختلف أرجاء المعمورة، وتحسنت تقنيات التسجيل بشكل كبير، غير أن الطفرة الحقيقية وقعت عندما دخلت الموسيقى الى العوالم الرقمية، فأصبحت الحواسيب والبرمجيات وآلات التسجيل والدمج الرقمية والمؤثرات والمضخمات الصوتية من المكونات الأساسية للانتاج الموسيقي، فتغيرت بذلك ملامح هذا الانتاج من الناحيتين الفنية والجمالية. ومن جهة أخرى، فإن ظهور تقنيات جديدة لضغط الملفات الموسيقية وتداولها وتبادلها عن طريق شبكة الانترنيت أثر بشكل كبير على المسالك التقليدية لترويج الانتاج الموسيقي وتوزيعه، فطفت على السطح اشكالات جديدة على المستوى الاقتصادي وكذلك القانوني في ما يتصل بحماية حقوق الملكية والادبية والفنية. فهل ساهمت التكنولوجيات الحديثة باستعمالاتها المتعددة في مختلف مناحي الحياة في المساعدة على استحداث أنماط موسيقية جديدة؟ وهل أدت هذه الاستعمالات الى تغيير ملامح الموسيقى العربية الحديثة؟ واذا وجد تغيير ما، فإلى أي حد يمكن الحديث عن الخطورة التي قد يمثلها الاستخدام المجحف للتكنولوجيا على الهوية الموسيقية العربية بما فيها من فرادة وخصوصية؟ ومن جهة أخرى، هل واكب التعليم الموسيقي العربي المختص هذه المستحدثات الجديدة؟ وهل واكبت التشريعات والقوانين المتصلة بحماية الملكية الفكرية والأدبية والفنية التغيرات السريعة التي تشهدها مسالك الانتاج والترويج الموسيقيين؟ واذا وجدت التشريعات والنصوص القانونية، فماذا عن الآليات الكفيلة بتطبيقها في ظل التطور المذهل الذي يشهده التبادل الافتراضي عبر شبكة الانترنيت؟