تونس 20 ديسمبر 2010 (وات)- في اطار الانشطة الموازية للدورة الاولى لايام قرطاج الموسيقية الملتئمة من 18الى 25 ديسمبر الجاري انطلقت اليوم الاثنين بمقر المكتبة الوطنية بالعاصمة أشغال الندوة العلمية الدولية حول موضوع "الصناعة الموسيقية والتكنولوجيات الحديثة" وذلك بحضور ثلة من المثقفين والمهتمين بالمجال الموسيقي والاعلاميين. وفي كلمة افتتاحية ابرز الاستاذ كمال الفرجاني مدير الدورة الاولى لايام قرطاج الموسيقية ان هذه التظاهرة تهتم علاوة على العروض الموسيقية والمسابقات بالبعد العلمي والفكري والتكويني والبيداغوجي مشيرا الى ان القطاع الموسيقي يتكون من مجالات متداخلة ومتشابكة ومتلازمة يصعب تطوير احدها دون الاعتناء بالاخر. وأضاف ان موضوع الندوة يشغل العديد من المبدعين والعاملين في القطاع في الوقت الراهن والبحث فيه من شأنه المساعدة على تطوير الاداء . ومن جهته طرح الاستاذ الاسعد قريعة المنسق العام للندوة جملة من التساؤلات التأطيرية حول مساهمة لتكنولوجيات الحديثة في استحداث أنماط موسيقية جديدة ومدى تأثير هذه التقنيات في تغيير ملامح الموسيقى العربية الحديثة. وفي مداخلة بعنوان /الصناعة الموسيقية والتكنولوجيات الحديثة/ قدم الجامعي ايلي كسرواني من لبنان خلاصة بحث ميداني أجراه مع عدد من المهتمين بالموسيقى من مؤرخين ونقاد وموسيقيين ومستمعين حول التأثيرات السلبية للتكنولوجيات الحديثة على جمالية الاغاني العربية. ومن جهته تحدث الجامعي سيف الله عبد الرزاق /تونس/ عن اثر التكنولوجيا الحديثة في الانتاج الموسيقي العربي مركزا على انتشار البرمجيات الرقمية التي أدت الى وجود تشابه كبير بين الاغاني الحديثة في مستوى الالوان المقامية والالحان وأضاف انه على قدر ما توفره هذه التكنولوجيات من موسيقى جاهزة ويسيرة التوزيع فهي تؤثر سلبا على جمالية الصناعة الموسيقية وعلى ميولات جيل جديد في زمن العولمة حيث أصبحت بعض الاغاني عبارة عن تسلسل لنماذج موسيقية مع مصاحبة ايقاعية على نبض واحد. وفي نفس السياق تعرض الجامعي محمد الناصر قفصية /تونس/ في مداخلته الى تأثير تطور التكنولوجيات على صناعة الموسيقى المسجلة من خلال مقاربة تاريخية لمراحل تطور الموسيقى المسجلة منذ بدايات القرن العشرين الى الوقت الراهن الذي يشهد تقنيات جديدة تتميز بطاقات استيعاب ضخمة لكل الالوان الموسيقية عبر القرص المضغوط ومفتاح /اي اس بي/ الى جانب إنشاء عدة مواقع على الانترنات توفر برمجيات متطورة للانتاج والتوزيع الموسيقي مما اثر سلبا على الوضع الاقتصادي والمالي للشركات الخاصة بالانتاج الموسيقي. واهتم الاستاذ انس غراب /تونس/ بموضوع موسيقى الحاسوب والابعاد اللحنية للموسيقات الشرقية وقدم تفاصيل تؤرخ لاول بروز للموسيقى في الحواسيب وكان ذلك سنة 1957 مبينا خصائص الابعاد والانماط الموسيقية التي يوفرها الحاسوب ولاحظ ان الموسيقى المبرمجة في الحواسيب تبقى غير قادرة على ايصال الحس الحقيقي للحن ولكن هذه الموسيقات تواكب الحياة العصرية والميولات الموسيقية سيما الشبابية منها.