تلقّى الحارس الشاب للترجي الرياضي معز بن شريفية تكوينا ترجيا خالصا بما أنه التحق بالاصفر والاحمر منذ أن كان سنّه عشر سنوات، اجتهد هذا الحارس وثابر فتألق في مختلف أصناف الشبان سواء مع فريقه أو أيضا في صفوف المنتخبات الوطنية، كان حلمه الوحيد أن يصبح الحارس رقم واحد في الفريق الاول وهو ما حدث فعلا في ظرف زمني قياسي عندما رسّمه المدرب فوزي البنزرتي في التشكيلة الاساسية للفريق في عدة مقابلات وليس من المستبعد أن يزجّ به في مقابلة إياب الدور النهائي لرابطة الابطال الافريقية أمام مازمبي السبت القادم بالرغم من أنه لم يتجاوز بعد عتبة 20 عاما. «الشروق» تحدثت الى الحارس الصاعد للترجي معز بن شريفية فكان الحوار التالي: في البداية وبكل صراحة هل كنت تنتظر أن تظهر في التشكيلة الاساسية لفريق الاكابر بعد أن كنت بالامس القريب ضمن فريق الاواسط؟ بصراحة لم أكن أنتظر أن يوجّه الاطار الفني لفريق الاكابر الدعوة الى شخصي خاصة في ظل تواجد ثلاثي في حراسة المرمى في قيمة نوّارة والماجري والنوالي لكنني كنت أعمل بثبات وأدرك جيدا أن الفرصة ستتاح لي في وقت من الاوقات وهو ما حصل فعلا انطلاقا من الموسم الماضي وكان ذلك أمام الاتحاد الرياضي المنستيري ويذكر الجميع أن الترجي كان يمر بفترة فراغ آنذاك وشاركت كذلك في بعض المقابلات الودية والحمد لله أن النجاح كان حليفي ولا أنكر أن بعض العوامل الاخرى مهّدت الطريق أمامي للظهور في الفريق الاول وتتمثل بالخصوص في العناية الفائقة التي وجدتها من قبل رئيس الفريق السيد حمدي المدب الذي كان يتابع عن كثب أصناف الشبان صلب الفريق، هذا بالاضافة طبعا الى السيد فوزي البنزرتي الذي وقف على حقيقة إمكاناتي وجاء لمتابعتي في أكثر من مناسبة والحمد لله أن جميع الاصداء داخل حديقة الرياضة «ب» كانت ممتازة وكانت كلها تعكس تألقي في أصناف الشبان. هل من شخص معيّن ساهم في صقل موهبتك وساعدك على البروز؟ إنه بكل تأكيد الحارس الدولي الايفواري السابق «جون جاك تيزيي» الذي منحني الثقة بالنفس وجعلني أتميز بشخصية قوية جدا أمام المرمى... تعلمت منه عدم الوقوع في فخ الانهيار وإن تلقت شباكي أكثر من هدف... إنه حارس مرمى استثنائي ومميز... هذا بالاضافة الى عدة أشخاص آخرين ساهموا في بروزي وهم بالخصوص الفرجاني درويش وعادل ساسي وبدر بن غالية ومحسن الراجحي وسيف الله الخروبي وفيصل بوشير ولطفي مسلّم... وهي مناسبة لاعترف لهم بالجميل على كل ما قدّموه لشخصي حتى أبلغ المكانة الحالية في فريق الترجي الرياضي. ألا تعتقد كذلك أن الاصابة التي تعرض اليها الحارس الاول للفريق وسيم نوّارة أمام النادي الصفاقسي ساهمت بدورها في إتاحة فرصة ذهبية لتعويضه؟ وسيم نوارة أكثر من شقيق فنحن نعمل ونتألق من أجل أن ينجح الفريق بأكمله ولكن المنافسة بين اللاعبين صلب الفريق مشروعة وتبقى دائما منافسة نزيهة. سبق للمدرب فوزي البنزرتي أن أقحمك ضمن التشكيلة الاساسية التي واجهت فريق «ديناموس» فهل بإمكانه أن يعول على خدماتك أمام «مازمبي» السبت القادم؟ لا أعتقد أنه يوجد سبب من الاسباب الذي قد يمنعني من المشاركة أمام فريق «مازمبي» الكونغولي فأنا جاهز لخوض جميع المقابلات مهما اختلفت أهميتها ولكن أعتقد أنه ليس مهمّا اسم الحارس الذي سيمثل الفريق أمام مازمبي وإنما تحقيق الفوز على حساب الفريق الكونغولي وذلك لرد الاعتبار وحتى نوجّه رسالة واضحة الى الجميع بأن الترجي تعرض الى مظلمة تحكيمية لا مثيل لها في الكونغو. ولكن هل بإمكان الترجي الوصول الى شباك مازمبي في أكثر من خمس مناسبات؟ ندرك أنه تنتظرنا مهمة صعبة جدا أمام مازمبي في ظل النتيجة الحاصلة في الذهاب ولكنها ليست مستحيلة خاصة أن الترجي تعوّد في السابق على الفوز بنتائج عريضة جدا في ظل الكم الهائل من المواهب التي بحوزته ولن أبالغ إذا قلت إن اللاعبين الحاليين للفريق أعتبرهم شخصيا من أفضل اللاعبين على المستوى القاري إن لم نقل العالمي بخصوص عدة عناصر ومؤكد أننا سنستغل كل الفرص التي ستتاح الينا خلال المقابلة ونعوّل كثيرا على المساندة الكبيرة من قبل جماهيرنا التي ستتحوّل بأعداد غفيرة جدا الى ملعب رادس. وأظن أن الكرة ستنصفنا لأن هذا الفريق ثابر وتحمّل الكثير من الصبر طيلة ثلاث سنوات كما أن رئيس الفريق السيد حمدي المدب بذل الغالي والنفيس ليساهم من موقعه في ظفر الفريق بلقب رابطة الابطال الافريقية. فريقكم وبالرغم من الهزيمة أمام مازمبي فإنه سرعان ما تجاوز مخلفات تلك الهزيمة عندما فزتم أمام الملعب التونسي في سباق البطولة، فهل ذلك أن معنوياتكم أصبحت عال العال قبل مواجهة مازمبي؟ طبعا، لقد أحسسنا بالظلم وأنا شخصيا كنت أشعر بشد عصبي كبير في مقابلة مازمبي بالرغم من أنني كنت آنذاك على بنك الاحتياط... ولكن سرعان ما تخلصنا من مخلفات تلك المقابلة وتمكن فريقنا من الفوز على حساب الملعب التونسي وقد وجدنا مساندة كبيرة من قبل جماهيرنا ومؤكد أن هذا الانتصار جاء في الوقت المناسب حتى تكون معنوياتنا مرتفعة قبل مواجهة «مازمبي». ما هي طموحاتك حاليا مع فريق الترجي؟ أتطلّع إلى الفوز بالعديد من الألقاب بداية برابطة الأبطال الإفريقية وصولا إلى البطولة المحلية وكأس تونس. لقد سبق لي التتويج بالعديد من الألقاب في أصناف الشبان لكن مؤكد أن التتويج مع الفريق الأول سيكون له طعم مختلف. ولا بدّ أنك تتطلع أيضا إلى المشاركة مع فريقك في مقابلة «الدربي» أمام النادي الإفريقي خلال الجولة القادمة أليس كذلك؟ في البداية لابد من الإشارة إلى أنه لم يسبق لي الانهزام مطلقا أمام النادي الإفريقي في مقابلات «الدربي» في مختلف أصناف الشبان وطبعا أتطلع إلى مواجهة الإفريقي مع الفريق الأول. بالإضافة إلى «الدربيات» يبدو أنه تجمعك قصّة خاصة جدا مع ضربات الجزاء فهل من توضيح لذلك؟ نعم، فقد كنت بارعا جدا في التصدي إلى ضربات الجزاء وأذكر جيدا أنني تصديت إلى 7 ضربات جزاء كاملة في موسم واحد وأتمنى طبعا أن أواصل هذه السلسلة الوردية بخصوص ضربات الجزاء مع الفريق الأول. هل من حارس مرمى معيّن تأثرت به أثناء مشوارك الكروي؟ نعم إنه بكل تأكيد الحارس الدولي السابق شكري الواعر... مع العلم أنني أحاول الاستفادة من خبرات جميع الحراس لتطوير الخصال التي أملكها خاصة أن عمري حاليا 19 عاما و4 أشهر أي أنه مازال أمامي الكثير لأتعلمه. نترك لك كلمة الختام... فماذا تقول؟ أعد جماهير الترجي الرياضي بأننا سنفعل المستحيل من أجل إسعادها وسنفوز إن شاء الله على حساب «مازمبي» لكن هذه المقابلة ستجرى فوق الميدان وستكون نتيجتها للأجدر فحسب وذلك في إطار عال من المسؤولية والروح الرياضية العالية بعيدا عن كل أشكال العنف أو الاستفزازات أي أننا سنحسم نتيجة هذه المقابلة فوق الميدان فحسب.