لطالما شكل التحالف القائم بين التيار الوطني الحر بقيادة الزعيم اللبناني ميشال عون، والمقاومة الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله، عامل توازن واستقرار للبنان. وقد جاءت تصريحات العماد ميشال عون ومواقفه بشأن القرار الظني المتعلق بجريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، لتزيد في كشف تهافت بعض الجهات اللبنانية في امتحان خطير قد يهدد استقرار لبنان ووحدته الوطنية، ولينفي مرة اخرى اي صبغة طائفية او دينية عن ازمات لبنان السياسية. هذه الصبغة وتلك الازمات التي يراد لها ان تكون سيفا مسلطا على الوحدة الوطنية اللبنانية، كلما كان ينبغي هز استقرار هذا البلد ودق الاسافين بين ابنائه، لفائدة اسرائيل ومشاريعها التوسعية اولا واخيرا. مواقف العماد ميشال عون من المحكمة الدولية والتي لم تنزلق الى متاهات التسييس، ستظل تشكل رادعا اخلاقيا وسياسيا للجهات الراغبة في استعمال المحكمة الدولية الخاصة بملف اغتيال الحريري، ضد المقاومة اللبنانية اولا واخيرا، وليس من اجل الحقيقة كما يفترض ان يكون عليه أمر هذه المحكمة. فالعماد ميشال عون وتياره السياسي هو جزء أصيل من الحياة السياسية اللبنانية، وهو ممثل واسع لمسيحيي لبنان، وموقفه من المحكمة في رفضه للتسييس ومطالبته بايلاء ملف شهود الزور، الاهمية التي يستحق، واعتبار وقوف اسرائيل وراء عملية الاغتيال احدى فرضيات التحقيق الدولي، هي مواقف موضوعية ، تخدم تحقيقا فعليا في تلك الجريمة، وان تلاقت مع مواقف المقاومة اللبنانية التي رأت نزعة تآمرية في تحركات المحكمة الدولية وقضاتها ومفتشيها في مواقع عديدة. ومن هنا كان التمسك بضرورة فتح ملف «شهود الزور» والذين تم اثبات دورهم في التلاعب بالتحقيق وتوجيهه الوجهات السياسية المختلفة بعيدا عن الهدف الاساسي وهو معرفة قتلة رئيس الوزراء اللبناني الاسبق. وينبغي ان يظل هذا الموقف الذي يعبر عنه التيار الوطني الحر ويتمسك به ميشال عون، خشبة النجاة للبنان وللبنانيين بمختلف تياراتهم واختلافاتهم بعيدا عن الاعتبارات السياسوية، فالمطلوب هو تحقيق موضوعي يكشف المجرم الحقيقي. وتلك النتيجة فقط، تتوج عمل المحكمة الدولية وتلزم جميع الاطراف بها، على أن تكون كل شروط الحياد والمهنية والموضوعية قد توفرت فيه في كل مراحله، عكس ما يحدث حاليا مع المحكمة التي أثار عملها الكثير من اللغط والمآخذ. وتظل تلك المنهجية التي يدافع عنها عون،الاقرب الى تحقيق العدل والعدالة، بعيدا عن كل المغامرات التي قد تعصف بلبنان وبوحدته.