استفاق الجميع فجأة وبشكل جماعي عجيب، كأنه استجابة آلية لصرخة دوت في الآفاق وبعثت الى الوجود من كانوا يعيشون حالة من السبات الموسمي تهاطلت على مقر دار الثقافة بدار شعبان الفهري عشرات المكالمات الهاتفية، وضجت هواتف أعضاء اللجنة الثقافية القائمة على «الملتقى الأدبي محمد البشروش للقصة والدراسات النقدية» بأصوات تستجدي معلومات عن الرجل، أو تعرض خدماتها وتدعي أنها تملك وثائق نادرة عن البشروش أو أنها كتبت مقالات كثيرة عن أدبه وحياته وفكره، كل من اتصل بنا يدعي الرغبة في «تكريم هذا الرجل الذي خدم الفكر والادب في هذه البلاد» ويظهر حماسة مكذوبة للمشاركة في احتفالية المائوية حبا في البشروش وتعبيرا عن «الوفاء لرجل أسس تقليدا في العمل الثقافي الواعي الملتزم». أتساءل: أين كان هؤلاء المتحمسون حين كانت اللجنة الثقافية المحلية بدار شعبان الفهري تجاهد من أجل الاعداد للمهرجان وانجاحه وتشقى من أجل اقناع النقاد والصحفيين والأدباء الوطنيين بالمساهمة في الملتقى واثراء ندواته ولقاءاته وفعالياته؟ أين كان من يدعي اليوم الوفاء لروح البشروش ويصر على حضور فعاليات الملتقى القادم وقد كانوا يصرون كلما دعوناهم على معرفة الاجر قبل السؤال عن محور الدورة وعنوانها؟ من أطرف المكالمات التي وصلتنا في اليوم التالي لاعلان سنة 2011 سنة البشروش والمسعدي: ناقد معروف، دعوناه منذ أربع سنوات ليحضر فعاليات الملتقى، ولكنه اعتذر حين أخبرناه أن البرنامج قد وقع ضبطه، وأن قائمة المحاضرين قد أغلقت وقال محتجا: «تحبوا تعبيو بي كرسي فارغ؟ «هذا الناقد والاكاديمي الذي قاطع الملتقى في دورتيه الاخيرتين، كان أول من اتصل بنا وعرض خدماته وأصر على الحضور الى دار الثقافة وكأنه نصب نفسه وصيا على البشروش وقائما على احتفالية المائوية التي تستعد لها بلادنا في الموسم الثقافي القادم. الى أمثال هذا من النقاد الذين يظهرون الانشغال بالنقد الادبي وهاجسهم الوحيد هو النقد المالي نقول: الملتقى الادبي محمد البشروش للقصة والدراسات النقدية يعمل منذ سنة تقريبا لاعداد تظاهرة تليق بمحمد البشروش وتظهر حجم العمل الذي ساهم به في خدمة هذا الوطن ولم يكن ينتظر جزاء غير أن يرتقي بالفكر ويسمو بهذه البلاد، تعلمنا على امتداد الدورات الماضية كيف نعول على من يخلصون للفكر ويصدقون في العمل وفاء لروح من كان هذا شأنهم في الماضي. تعلمنا كذلك ان نحترم كل من ينزل بيننا ويساهم في انجاح فعاليات الملتقى ونكرم وفادته. فمرحبا بكل من تتوفر فيه هذه المواصفات، وليعلم هؤلاء النقاد الزائفون أن ملتقى محمد البشروش أصبح ملتقى عربيا معروفا، ومن أكبر التظاهرات الادبية في بلادنا وتشهد بذلك المقالات العديدة الصادرة بالصحف العربية، كما تشهد به قيمة الأسماء التي تطلب المشاركة فيه ولم يكتسب الملتقى هذا الاشعاع الا بفضل جهود متواصلة وعمل لا يتوقف على امتداد السنة.