كثرت في الفترة الأخيرة تشكيات المستهلكين من ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء وأساسا البقري ولجوء مصالح وزارة التجارة الى التوريد لتعديل العرض في ظل العجز عن تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة الحيوية في غذاء التونسي خاصة وأن معدل الاستهلاك الفردي السنوي منها لا يقل عن 5 كلغ. ولئن تعددت المبادرات لمحاولة تجاوز هذا الاشكال والضغط على الأسعار التي تعود في نسبة منها الى ارتفاع أسعار العلف، فإن بعض الفلاحين رأوا أن الحل يكمن في بعث التعاضديات والتعاونيات في مجال تسمين العجول والزيادة في العرض ومحاولة تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذه المادة. وفي هذا الاطار تأسست قبل أشهر بولاية المهدية تعاونية للخدمات الفلاحية تضم 100 فلاح تهدف الى تقديم الخدمات الضرورية لنشاط تسمين العجول من شراء العجول والأعلاف المختلفة والموارد البيطرية وتأطير المربين وتكوينهم وارشادهم وتوفير كل الخدمات التي يحتاجونها. وفي تصريح خاص ب«الشروق» قال السيد فتحي لحمر رئيس التعاونية ان برنامج عملهم خلال الأشهر الأولى تمثل في اقتناء 720 عجلا معدا للتسمين في اطار خطة تهدف الى تسمين 4500 عجل سنويا وهو ما يعني انتاج 2700 طن من اللحوم الحمراء. ومن المنتظر أن يتحول قريبا وفد من مهندسي تربية الماشية وطبيب بيطري الى فرنسا لاختيار السلالات وفحص العجول. وقال السيد فتحي لحمر إنه بدأ حياته المهنية بالاستثمار في اللحوم البيضاء وتمكن وبفضل التشجيعات الموجودة من النجاح والمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي في اللحوم الحمراء بنجاح مثلما تم في منظومة الحليب إذ تم ضمان الاكتفاء الذاتي وتحقيق فوائض هامة أهلتنا للتصدير. ودعا السيد فتحي لحمر الى مساعدة عمل التعاونيات وخاصة بتوفير التمويلات البنكية الضرورية التي تساعد المربين على اقتناء العجول المعدّة للتسمين وخاصة من السلالات الغربية ذات المردودية الكبيرة التي تضمن لأصحابها القدرة على الايفاء بالتزاماتهم وتحقيق الأهداف الوطنية الواردة في استراتيجية وزارة الفلاحة والموارد المائية.