دخل النادي الصفاقسي المباراة تحركه رهانات عديدة منها تحطيم الرقم القياسي في عدد الألقاب في هذه المسابقة (4) وتأكيد خبرته في الخروج بأخف الأضرار عند اللعب خارج ملعبه فما بالك وهو يلاقي فريقا لا يمتلك الخبرة الكافية في المسابقات الإفريقية هذا ما جعل النادي الصفاقسي يدخل المباراة بثقة لا تخلو من حذر. تمكّن النادي الصفاقسي منذ البداية من فرض سيطرته على وسط الميدان والتعويل على التمريرات القصيرة والطويلة في عمق دفاع الفتح وهو ما أثمر فرصا خطيرة أهمها في الدقائق 6 و12 و20 و41 تُوجت بتسديدات من زعيّم وحمزة يونس وأوقبا. حذر مفرط بسبب غياب صانع ألعابه أمير بقالي ومهاجميه جمال التريكي والحسين اسيوفو لم يجازف فريق الفتح بلعب الهجوم المرّكز ولم يعتمد التمريرات في العمق إنما توخى الهجومات المعاكسة واللعب على الأجنحة وقد برز في هذه الخطة الجناح هشام الفتيحي الذي نال عديد المخالفات والركنيات بفضل مهاراته الفائقة في المراوغة وحسن التمركز ما يحسب للنادي الصفاقسي في هذا الشوط أنه لم يرتكب أخطاء قريبة من المرمى. النادي الصفاقسي والاقتصاد الكروي تفوّق فريق الفتح من حيث عدد الفرص إلا أن النادي الصفاقسي تميز نوعيا ذلك أن الهجومات التي نسجها زملاء زعيم كانت أشد خطورة ولولا حارس المرمى لتمكن حمزة يونس من افتتاح النتيجة بتسديدة قوية أخرجها عصام بدّة بصعوبة إلى الركنية. الفتح الرباطي يغيّر الإيقاع انتظرنا أن يتراجع مردود الفتح الرباطي في الشوط الثاني بالنظر إلى أن أبناء حسين عموتة قد خاضوا نهائي كأس العرش منذ 3 أيام فحسب إلا أننا فوجئنا بإيقاع سريع فرضه مهاجمو الفتح جعله يهدد مرمى الخلوفي في مناسبات عديدة خلال الدقائق الأولى من الشوط الثاني إلا أن الحماس المفرط للاعبي الفتح دفعهم أداء عنيف نسبيا كلفهم إنذارين متتالين ضد الزيتوني والفتيحي في الدقيقتين 51 و56. عموتة يطمع في الانتصار تراجع مردود النادي الصفاقسي خاصة في وسط الميدان جعل الفتح الرباطي يطمع في الانتصار ويختار المجازفة بإدخال صانع الألعاب محمد أمين يقالي والمهاجم روكي إلاّ أن حالة الإعياء التي ظهرت على لاعبي الفريقين جعلنا نشاهد 20 دقيقة هيمن فيها تشتيت الكرة وكثرة المخالفات والتوزيعات العالية من هنا وهناك. انقلاب الأدوار دخول محمد أمين بقالي حثّ زملاءه على توجيه التمريرات إلى وسط الميدان والعدول عن اللعب على الأجنحة فتمكن الفتح الرباطي من افتكاك وسط الميدان في المقابل توخي النادي الصفاقسي منذ دخول داسيلفا الهجومات المعاكسة بالاعتماد على التوزيعات الطويلة من كمال زعيم في حين تراجع حمزة يونس للمساهمة في الحد من خطورة الجهة اليسرى لزملاء بن شريفة. الكأس الرابعة في صفاقس... مع تأجيل التنفيذ بصرف النظر عن مجريات المباراة فإن كل المؤشرات توحي أن زملاء البرقاوي أفضل من منافسهم وأقرب منطقيا إلى نيل اللقب مع توخي الحذر من عودة المهاجمين الغائبين جمال التريكي والنيجيري الحسين ايسوفو. بنوزة والقرارات الإدارية أظهر الحكم بنوزة كفاءة عالية في قراراته الفنية سواء في الإعلان عن المخالفات أو الركنيات أو التسللات إلا أنه بدا متسامحا مع بعض التدخلات العنيفة الصادرة عن لاعبي الفتح الرباطي ولو أنصف لأخرج الحمراء في أكثر من مناسبة في هذا السياق نسجل تقديرنا لرد فعل لاعبي النادي الصفاقسي إذ لم نشاهد أي اعتراض على قرارات الحكم وهو ما جعل أبناء لوشنتر يحافظون على تركيزهم إلى نهاية المباراة.