غدا الجمعة 10 ديسمبر 2010، سيكون لعشاق السينما في تونس وتحديدا عشاق السينما الطليعية موعد مع أحدث أفلام علم السينما الفرنسية جان لوك غودار وذلك في اطار افتتاح نادي سينما الفن السابع، وهو نادي سينما جديد ينشط بقاعة سينما الفن السابع بالعاصمة عشية كل يوم جمعة ابتداء من الساعة الثالثة والنصف. وسيكون افتتاح النادي بعرض فيلم «اشتراكية» (socialisme)، آخر فيلم للمخرج الفرنسي الشهير جان لوك غودار. وإذ نقول آخر فيلم، فلأن المخرج ذاته قال خلال تصوير الفيلم، إنه آخر فيلم في حياته. ويبلغ عمر غودار الآن ثمانين عاما. ولأن «إشتراكية» هو آخر فيلم لغودار، فهو حتما حدث تاريخي وثقافي لأن غودار ليس مخرجا عاديا سواء من حيث أفلامه أو من حيث شخصيته الانسانية والابداعية ويكفي أنه طرح فيلمه «اشتراكية» على الأنترنيت وسمح بتحميله مجانا لكل المغرمين بالسينما وذلك بالتوازي مع عرضه في ماي الماضي في تظاهرة «نظرة ما» في مهرجان «كان» الأخير (2010). وتدور أحداث الفيلم الذي ظهر في القاعات الفرنسية خلال شهر ماي الماضي، في باخرة عملاقة تجوب مصر وفلسطين واليونان (أوديسة) وإيطاليا وبرشلونة.. وفي كل بلد تمر منه الباخرة يقدم المخرج رسالة يذكر فيها العالم وتحديدا أوروبا بوعودها التي قطعتها على نفسها بعد الحرب العالمية الثانية. وهذه الوعود هي الحرية والعدالة الاجتماعية والأمن. وتعرض المخرج الفرنسي حال ظهور الفيلم في أوروبا الى انتقادات عديدة كوصف فيلمه بالعبث والغموض والفراغ. وهناك من اتهم المخرج بضعف الذاكرة وفقدان العقل. ويذكر أن من أسباب هذه الانتقادات هجوم غودار على أوروبا التي وعدت العالم بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، إلاّ أنها لم تف بها. كما اتهم البريطانيين بسلب الفلسطينيين خلال حكم الانتداب ووصف اسرائيل بالمنطقة المغلقة والممنوع دخولها. ومعروف عن غودار مواقفه السياسية المناهضة للرأسمالية حتى أنه لا يخفي مواقفه الايديولوجية في كل الأفلام التي أخرجها بل إنه لم يتردد في دمج السياسة بالسينما في أفلام مثل «الجندي الصغير» و«الفافيل» (Alphaville).