سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في أول عرض لفيلمه الجديد: «اشتراكية» بنادي سينما الفن السابع: غودار يتهم اسرائيل باستغلال الفلسطينيين ويؤكد أن الاشتراكية هي الحل الوحيد لكل الازمات في العالم
بحضور جمهور مميز، أغلبه من الاعلاميين وعشاق السينما الجادة افتتح نادي سينما الفن السابع بقاعة الفن السابع بالعاصمة، عشية الجمعة الماضي 10 ديسمبر 2010 نشاطه بعرض فيلم «اشتراكية» للمخرج الفرنسي الشهير جان لوك غودار. وبقدر ما كان الفيلم، وهو أحدث عمل سينمائي للمخرج تم انتاجه في سنة 2010، صعبا ومعقدا كان النقاش حوله اثر انتهاء العرض، ممتعا وثريا كشف مضامين العمل ومواقف غودار السينمائية والايديولوجية. السينما التجريبية و«اشتراكية» (Sociolisme) مثلما يوحي العنوان هو عبارة عن «وصية» أراد غودار البالغ من العمر 80 سنة، أن يختزل فيها موقفه السياسي دون نسيان العنصر الجمالي في السينما الذي ظل يشغله منذ بدء علاقته بالسينما كناقد في مجلته «كراسات السينما»، وفي «اشتراكية» يستقل غودار باخرة سياحية تبدو كمخبر متحرك يجوب به جملة من البلدان المتوسطية (مصر، فلسطين، نابولي، برشلونة، اليونان...) للوقوف في كل ميناء على فكرة أو موقف جمالي وايديولوجي وتبدو السينما بالنسبة اليه كإبداع متحرك ومتجرد لا يخضع لمقاييس محددة، سواء على مستوى الصورة أو الصوت أو الحكاية. فالصورة في الفيلم تارة واضحة وأخرى غامضة (Flove)، وأحيانا فيديو تيكية وأحيانا أخرى سينمائية. أما الصوت فهو متفاوت من حيث الوضوح، وأحيانا مستفز وغير منسجم مع الصورة. وتبقى الحكاية، العنصر الأكثر تعقيدا في الفيلم، فهي عبارة عن مجموعة حكايات لارابط بينها، وتلك سينما غودار! حكاية الرحلة المتوسطية، وهي رحلة في الزمان والمكان (التاريخ والجغرافيا) وحكاية الأسرة الفرنسية التي يترشح ابناها الى المجلس البلدي. الاشتراكية هي الحل ويعكس هذا الغموض والتداخل بين الحكايات موقف غودار سواء من حيث مفهومه للسينما التي لا تخضع في نظره الى مقاييس وبالتالي تبقى تجريبية وموقفه من السياسة التي نادرا ما قد تغيب عن أفلامه. وفي «اشتراكية» ينعى غودار بكل وضوح القارة العجوز محملا النظام الرأسمالي الذي يحكمها كل الازمات والصراعات في العالم بما فيها ذلك القضية الفلسطينية كما يتهم اسرائيل باستغلال الفلسطينيين ويتساءل عن مآل الذهب الذي اختفى من القدس خلال حكم الانتداب البريطاني، ويدعو غودار في النهاية الى ضرورة قراءة التاريخ من جديد لأن النظام الرأسمالي في نظره مآله الاندثار، ولا حل للانسانية الا في الاشتراكية.